الخميس, نوفمبر 7, 2024
الرئيسيةمقالاتمنذر مصطفي يكتب : لـ رمطان لعمامرة: ويحك!.

منذر مصطفي يكتب : لـ رمطان لعمامرة: ويحك!.

منذر مصطفى، باحث بمركز السياسات العامة- السودان

بعد أن تم إفقار +21 مليون وتشريد +10 مليون داخلياً، +2 مليون خارجياً في مناطق فقيرة بصورة لا تمكنهم من العبور لـ أوروبا، هل أتي الدور على ما تبقى بالداخل لتحويلهم لوقود رخيص للمعارك، عبر المتاجرة بوضعهم الإنساني غير المسبوق.

كان من المتوقع أن تعمل وكالات الأمم المتحدة على حماية السودانيين من ويلات الحرب وتقود مبادرات للحل السلمي، تتسق مع تفويضها، وتعبئ الموارد لإغاثة الناجين وبناء شبكة من المانحين والشركاء لإعادة الإعمار وفتح المجال العام أمام انتقال شامل.

إن تحركاتكم كمبعوث للامين العام للأمم المتحدة في السودان (رمطان لعمامرة) جائت عكس المتوقع وجعلت من المنظمة الاممية (سمسار) لتغذية طرفى الصراع بالمواد الغذائية وغير الغذائية، وسوف نرى بالايام القليلة القادمة تفاهمات منفردة مع أحد طرفي الحرب لفتح خطوط إمداد تحت مسمى المساعدات الانسانية، التى لن يوزع منها على المواطنين خلف الكاميرات مثقال ذرة من قمح.

لن يكون بمقدور المواطنين تبنى موقف أخلاقي من الحرب والهروب من مناطق الاشتباك، إذا ما أرادوا أن يبقوا على قيد الحياة، فمشاركتهم تعنى حصولهم على الغذاء، والعكس يعني حرمانهم من الدواء، أن كل الاليات التى وضعها المجتمع المدني لحماية المدنيين سوف تصبح غير فعالة بعد تبنى المجتمع الدولي لمقاربتكم، حيث تنتزع مشروعية الحق في الحياة بكرامة من المواطنين وتصبح شرعية السلاح هى الاساس.

أن ما حدث في جنيف ليس امتداد لجهود إيقاف الحرب وفتح مسارات أمنة للمساعدات والمواطنين، بل عملية غير إنسانية لتسعير الحرب وتقديم مكافأة ضخمة للغاية لأحد طرفي الصراع على أفعاله التي تتضارب مع قيم ومبادئ المنظمة التي تمثلونها، والتي أكد عليها سلفكم في أخر لقاء له معى في 15 أغسطس 2022.

هذا المسار يقوض الثقة في وكالات الأمم المتحدة العاملة بالسودان بصورة غير مسبوقة، وينسف كل الجهود على المدى المتوسط والقريب لإيقاف الحرب بفتح المسار أمام إعادة الاعمار والانتقال الديمقراطي، بل يعيد البلاد لمربع، طالما أراد السودانيين والمجتمع الدولي الخروج منه.

أن المحافظة على وكالات الأمم المتحدة وشركائها بالداخل ليس ضرورى فقط من أجل الخروج من هذا المأزق، بل مهم لبدء أي عملية تبدأ بعد نهاية المعارك العسكرية، وهذا الأمر يمكن أن يحدث إذا تم محاصرة خطوط الامداد لا توسعتها.

يعلم الجميع أنكم تواجهون ضغوطات من مانحين بعينهم لتوجيه مخرجات الحرب لتتقارب مع مصالحهم، وأي شخص يجلس على هذا المقعد سوف يقابل بهذا الإبتزاز (أمر طبيعي)، لكن من غير المقبول الاستجابة لهذه الترهات وبل تطويع المؤسسات الاممية لهذا الغرض.

الأوضاع في السودان الآن مفزعة، وتحركاتكم غير المتسقة مع مسار الحل السلمي للصراع تسبب الغثيان، ولن يتسامح الشعب السوداني مع هذه السلوك، وسوف نطاردكم بمؤسسات العدالة الدولية ونفضح مخططكم الغير أخلاقي للرأي العام المحلي والعالمي.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات