الأربعاء, يناير 15, 2025
الرئيسيةاخبار سياسيةطريقتان لإطالة الحرب في السودان: قاعدة روسية وحكومة ليبية

طريقتان لإطالة الحرب في السودان: قاعدة روسية وحكومة ليبية

طريقان لاطالة أمد الحرب والحكم بإعدام السودان قاعدة روسية في بورتسودان وحكومة النموذج الليبي في الفاشر

إطالة أمد الحرب في السودان

أثر الحرب الأهلية على الصومال

كانت الصومال في الأصل واحدة شعباً وأرضاً، وشعبها العزيز تربطه صلات وثيقة بالسودانيين. وهو يتحدث لغة واحدة ومعظمه يتبع نفس الديانة ومتجانس إثنياً. نتيجة لذلك، فعلت الحرب الأهلية الأفاعيل بالصومال، فقسمت الشعب والأرض. فماذا ستفعل بالسودان الزاخر بالتنوع والوحدة والاختلافات؟

بحث الجيش عن الحلول العسكرية

تتجه أطراف الحرب، في عجزها عن الحل العسكري والذي إن حدث لن يستديم السلام أو يوحد العباد والبلاد. إلى أخذ (شليه) من خراب بيت آبائها! الجيش الذي يعاني من نقص في المشاة لا يبحث عن الحلول بل يبحث عن السلاح الذي يسد رمق نقص المشاة متمثلاً في المسيرات والطيران الحديث والمدفعية المبرمجة. ولا يمانع في تدمير الشعب والبنية التحتية، وهو يريد الدعم السريع كشريك أصغر في نهاية المطاف. الفريق أول ياسر العطا قال إنه على استعداد للتضحية بـ(٤٨) مليون مواطن. وإذا ثبت أن سكان السودان (٤٥) مليون ففي هذه الحالة فإنه لابد أن يستعير (٣) مليون ضحايا من دول الجوار!

الحرب في السودان والمتغيرات الجيوسياسية في البحر الأحمر

قادة الجيش على دراية بالمتغيرات الجيوسياسية في البحر الأحمر والساحل والقرن الأفريقي والشرق الأوسط. وهم يرغبون في دعم الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية كخيارهم الأول إن وجد، وإن تعذر فإنهم سيمضون مع بلدان الساحل المتمردة على الغرب والصديقة لروسيا الاتحادية وكل البلدان الأخرى المعادية للغرب. كذلك في ظل تطورات متسارعة يشهدها النظام العالمي، وهم بذلك يدخلون السودان، وهو في أضعف حالاته، في الصراعات الإقليمية والدولية. هذا مخطط قديم للبشير وزمرة المؤتمر الوطني، وموضوع القاعدة ابتدره البشير وأوقفته ثورة ديسمبر.

القاعدة الروسية في بورتسودان

معلوم أن روسيا بدأت مشوار الميل في سوريا بقاعدة بنياس، وهذه التحالفات المرتجاة ستغضب عدداً من دول الجوار التي لا ترغب في قواعد على البحر الأحمر. في الانقسام الذي يشهده مجلس الأمن الدولي، ستتخندق جماعة بورتسودان مع المتخندقين بغرض الحماية، وهذا سيجلب للجيش أصدقاء وخصوماً معاً، وسينقل طرفي الحرب من البحث عن قسمة السلطة والموارد إلى طريق جديد نحو اقتسام السودان نفسه. كتب الذين ذهبوا في طريق جهنم من قبل أن هذا الطريق مفروش بالورود والنيران المحرقة.

الفاشر والنموذج الليبي

البحث عن الشرعية والسيطرة الجغرافية

الدعم السريع في بحثه عن الشرعية أعطى إشارات بأن الاستيلاء على الفاشر يعني تكوين حكومة مقابلة لبورتسودان، ممّا يعني اقتسام جغرافيا السودان والسلطة والموارد ووضع اليد على حدود خمسة بلدان هي: ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجزء من حدود مصر وجنوب السودان. الحدود مصدر للعلاقات والتجارة والسلاح.

تأثير الانقسامات القبلية والمجتمعية

الفاشر، كما تشهد معركتها انقساماً قبلياً ومجتمعياً بين الجيش والدعم السريع، فإن حكومتها ستشهد نفس الانقسام السياسي والمجتمعي. كما ستكون أقل شأناً من النموذج الليبي لتعقيدات تركيبة السودان، وستعطي قليلاً من الشرعية ومزيداً من الانقسامات والحروب الداخلية، ومسؤولية أكبر تجاه المدنيين. ستقود إلى تقسيم السودان ودارفور نفسها.

الحرب في السودان والمنافسة على الشرعية والسيادة

تأثير الحرب على الشرعية والسيادة

طرفا الحرب يتصارعان على الشرعية والسيادة التي شبعت تأكلاً وسقطت حينما تحولت عاصمة البلاد ورموز ومباني الدولة إلى بيوت أشباح. كما تم تشريد أكثر من ١١ مليون نازح ولاجئ يمثلون الشعب وسيادته واحترام إرادته. السودانيون اليوم مشردون يتلقون الإهانات في المطارات والمنافذ، والأنكى داخل بلادهم. حينما تنعدم قيمة الإنسان تنعدم السيادة والشرعية.

الشرعية المتآكلة لبورتسودان

الشرعية المتآكلة من نصيب بورتسودان، فهي شرعية لدولة وليس حكومة. ونتجت من أن المجتمع الدولي يريد الحفاظ على الدولة السودانية ولكنه لا يقف مع الحكومة. إذا ما أعلن المجتمع الدولي أن السودان تنعدم فيه الدولة والسيادة. فإن ذلك سيخلق مشاكل تبدأ من الأوراق الثبوتية والجنسية ويتطلب إجراءات ومسؤوليات لا يرغب المجتمع الدولي في تحملها، والذي يتعامل مع بورتسودان كممثلة للدولة. أما الحكومة، فحتى الاتحاد الأفريقي الأقرب لنا قام بتجميدها وتبذل مجهودات كبيرة للعودة له، ونتجت الشرعية من الجيش ومجلس السيادة. الشرعية والسيادة الحقيقية لن تتحقق برهن السودان للمصالح الإقليمية والدولية. وإنشاء قواعد أجنبية رفضتها الحركة الوطنية منذ نشأتها.

الحرب في السودان وتأثير القواعد الأجنبية على السودان

المحير أن بعضهم يدق جرس المزاد ويرحب بكل الدول الراغبة في إنشاء القواعد على ساحل البحر أو النهر. في كلتا الحالتين، فإن القواعد مضرة مثل النموذج الليبي الذي يسعى الشعب الليبي العزيز للتخلص منهم وتوحيد الدولة الليبية وبناء جيش ليبي واحد. في الحالتين، فإننا نتجه لإطالة أمد الحرب في السودان ومعاناة المدنيين والتضحية بمزيد من العسكريين من أبناء الوطن في الجانبين.

الحل في وقف الحرب في السودان وتسريع العملية السياسية واستدامة السلام

ضرورة الربط بين المسار المدني السياسي والعسكري

ما تحتاجه بلادنا ويحقق مصالح الجميع هو الربط بين المسار المدني السياسي والمسار العسكري. إن دعوة الاتحاد الأفريقي للمدنيين والدعوة التي وجهتها مصر للمدنيين أيضاً يستحقان الربط والتنسيق بينهما، وكذلك بينهما وبين المسار العسكري في جدة للوصول إلى وقف إطلاق نار إنساني طويل الأمد برقابة إقليمية ودولية على الأرض. هذا سيهيئ المناخ لعودة المدنيين إلى قراهم ومدنهم، ويوفر الإغاثة، ويفتح المسارات، ويحمي المدنيين، ويتيح مشاركتهم الفاعلة في الفضاء السياسي المفتوح. كما يجب مخاطبة جذور الأزمة بإعادة تأسيس الدولة وبناء الجيش المهني الواحد واستكمال الثورة في عملية واحدة. ومترابطة تؤدي إلى حكم مدني ديمقراطي واستقرار وتنمية ومواطنة بلا تمييز. أما الذهاب في طريق القاعدة والنموذج الليبي، فإنه سيطيل أمد الحرب وهو حكم بإعدام السودان.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات