الخميس, ديسمبر 26, 2024
الرئيسيةاخبار سياسيةنذر المواجهة تقترب بيّن واشنطن وبورتسودان انهيار المشاورات الفنية حول محادثات جنيف

نذر المواجهة تقترب بيّن واشنطن وبورتسودان انهيار المشاورات الفنية حول محادثات جنيف

انهيار المشاورات الفنية بين السودان والولايات المتحدة حول محادثات جنيف نذر المواجهة تقترب بيّن واشنطن وبورتسودان

ذو النون سليمان/ وحدة الشؤون الافريقية، مركز تقدم للسياسات

ملخص تقدير موقف.

تقديم:

 فشلت المشاورات التي عُقدت في جدة بين الحكومة السودانية والمسؤولين الأمريكيين في التوصل إلى تفاهمات تمهد للمحادثات المقبلة في جنيف، والمقرر عقدها في 14 أغسطس. حيث كشف رئيس وفد الحكومة، وزير المعادن محمد بشير أبو نمو، “عن انتهاء المشاورات دون التوصل إلى اتفاق حول مشاركة الحكومة في المفاوضات المزمعة في جنيف”، موضحا ” أنهم سيرفعون توصية بعدم المشاركة إلى الفريق عبد الفتاح البرهان القائد العام للجيش، مشيرًا إلى أن الوفد الأمريكي يرفض اعتبار الوفد المفاوض إلى جنيف ممثلًا الحكومة السودانية بجميع مكوناتها وأنه يمثل الجيش فقط.”

تقاطعت المصادر الخاصة حول أبرز نقاط الخلاف في مشاورات الوفد الحكومي مع الجانب الأمريكي:

–      طلب الوفد إدانة انتهاكات الدعم السريع من قبل شركاء المنبر.

–      رفض الوفد مشاركة منظمة الإيغاد ودولة الإمارات في مفاوضات جنيف كمراقبين.

–      طالب الوفد بأن تكون المشاركة في مفاوضات جنيف باسم الحكومة السودانية يمثلها الوفد الحكومي وليس باسم الجيش.

–      التأكيد على ان جنيف ليس منبرا جديدا، وان يكون أساس التفاوض مخرجات جدة، مع ضرورة إنفاذها قبل الدخول في اي مسارات تفاوضية أخرى أو أي ترتيبات مع قوات الدعم السريع. والتي تبدأ بعودة الدعم السريع الى مواقعه قبل الخامس عشر من ابريل 2023، ولا تنتهي عند المطالبة بخروج قوات الدعم من منازل المواطنين وتجميع قواته في خمسة معسكرات خارج المدن.

وبحسب المعلومات المتقاطعة، أصر الوفد الأمريكي على افتتاح منبر جنيف، رغم كل المعوقات، خاصة وان الدعم السريع ابلغ الموفد الأمريكي انه سيرسل وفده في الموعد المحدد ولهذا :

  • رفض الوفد الأمريكي تلك الطلبات، موضحا أن المشاورات تهدف إلى تحديد موقف الجيش السوداني من المشاركة، بالإضافة إلى مستوى التمثيل الذي سيقدمه وأعضاء الوفد، وملاحظاته بشأن الدول المراقبة للمحادثات.
  • أبلغ الوفد الأميركي وفد الحكومة أن كل الاتصالات المتعلقة بمحادثات جنيف موجهة إلى قائد القوات المسلحة السودانية، باعتبارها محادثات عسكرية فنية لتحقيق وقف الأعمال العدائية ووقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية بمساهمة ومساعدة أطراف فاعلة داخل السودان وخارجه.

تحليل:

–      لقاء جدة التشاوري بين الإدارة الأمريكية ووفد البرهان حول منبر جنيف, هو محاولة تجسيريه من القائد العام للجيش لشرعنه قراره السابق, ووعده للمبعوث الامريكي بالمشاركة في منبر جنيف, وذلك بعد اصطدام موقفه مع تيار الحرب المتمثل في شركائه الإسلاميين والحركات  المسلحة , الذين يتخوفون من مسارات العملية السياسية ومن انفراد قيادة الجيش بالتفاوض مما قد يعرض مصالحهم للخطر, وهو ما سعوا لتحقيقه طيلة الفترة السابقة من خلال مطالبتهم بتشكيل حكومة مشرفة علي ملف التفاوض والعملية السياسية, والمشاركة في المنابر التفاوضية بصفتهم حكومة شرعية ممثلة للشعب ضد قوات الدعم السريع المتمردة على الدولة.

–      كان ملاحظا ان تكوين الوفد المشارك في جدة عبرعن هذا التوجه, حيث جاء برئاسة وزير وعضوية عدد من المدنيين إلى جانب قيادات عسكرية وأمنية رفيعة.

–      قبول المسؤولين بتشكيلة الوفد تنم عن مرونة في الموقف الأمريكي, وتؤشر لإمكانية تجاوز هذه المعضلة, ولكن, إصرار الوفد على استبعاد الإمارات وإدانة الدعم السريع إلى جانب اعتباره جماعة إرهابية, وتحويل منبر جنيف لمنصة ثنائية بين الحكومة السودانية والمجتمع الدولي حول كيفية استعادة الاستقرار في السودان والمنطقة ومعالجة الأوضاع الإنسانية خلق معضلة حقيقية.

–      كشفت عن تفكير المجموعة الإسلامية المؤثرة على القرار الأمني والعسكري في بورتسودان, التي ترى من سابق تجربتها الدبلوماسية الطويلة مع أمريكا طيلة فترة حكمها السابقة لم تحدث اختراق لصالح منظومة الإسلام السياسي في السودان, وأنها لم تنل صداقتها بالرغم من تعاونهم الأمني الكبير في ملف الإرهاب وإبعادهم للعناصر الراديكالية من السلطة – الترابي – وتوقيعهم علي اتفاقية نيفاشا التي أدت لانفصال جنوب السودان, وتفضيلهم لإستراتيجية المواجهة المباشرة والمراهنة على الصراع الدولي على منطقة البحر الأحمر والاستثمار في التقاطعات الروسية والإيرانية بالمنطقة, أو التسليم الدولي بوجودهم في السلطة والتعامل معهم كشريك أمني واقتصادي على حساب الدعم السريع, مقابل الالتزام بتراتبية المنطقة الإقليمية واستكمال الانتقال السياسي .

–      تحسّن الوضع التسليحي الجديد للجيش بعد الدعم الفني الروسي الأخير في سلاح الطيران واجهزة التشويش والمسيرات ، والوديعة المالية القطرية، واستنزاف القوة الرئيسية للدعم السريع في معارك شمال دارفور، شكل دافعا للمواجهة والتشدد في المطالب ، و عامل استمرار لمراهنتهم على الحرب من أجل إخضاع الدعم السريع أو تسليم القوى الاقليمية ومنظومات الثورة السودانية بحتمية وجودهم في جهاز الدولة العسكري والامني ومشاركتهم في العملية السياسية.

الخلاصة:

  • تصريح رئيس وفد التفاوض محمد بشير ابو نمو الذي ينتمي لفصيل متحالف مع الجيش من الحركات المسلحة، يمثل رأيا عاما سلبيا ضد جنيف ، وضع البرهان في مواجهة مباشرة مع القوى الشعبية ومؤسسته العسكرية.
  • شكل بيانه دعما سياسيا لقوى الحرب من الإسلاميين والحركات ضد تيار التفاوض والسلام.
  • من المتوقع تجدد التواصل على مستوى أعلى من قيادة الجيش والإدارة الأميركية خلال اليومين المقبلين، لمعالجة الأزمة التي ظهرت خلال المشاورات الأخيرة في جدة، وفي حال عدم الوصول لتفاهمات، لا يستبعد حدوث إجراءات عقابية ضد حكومة بورتسودان، وهناك بعض الصادر التي رجحت إنعقاد منبر جنيف بمعزل عن الجيش، وتحميله مسؤولية تردي الأوضاع الإنسانية والأمنية وبدء التعاطي مع السلطة المدنية داخل أماكن سيطرة الدعم السريع، وتحديدا من قبل المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالمساعدات الإنسانية، وصدور قرارات دولية من مجلس الأمن حول السودان بالتشارك مع الاتحاد الأفريقي بما يحد من تداعيات العنف في السودان ويدعم السلم والأمن الإقليم.
مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات