الأحد, أكتوبر 13, 2024
الرئيسيةاخبار سياسيةالصادق علي حسن يكتب :الفاتح جبرا الذي تفرد بمحاربة الفساد

الصادق علي حسن يكتب :الفاتح جبرا الذي تفرد بمحاربة الفساد

الصادق علي حين يكتب :الفاتح جبرا الذي تفرد بمحاربة الفساد :

الفاتح جبرا

في السودان هنالك العديد من الأجهزة والمؤسسات والمفوضيات المعنية بحكم مهام عملها بمكافحة الفساد وحماية المال العام ، حكومية وغير حكومية، هذه المؤسسات تخصص لها الميزانيات الضخمة والموظفين والمقار وبرامج العمل الورقية وكتابة التقارير ، ومن يبحث في غالبية أنشطتها ونتائج أعمالها قد لا ترتقي كلها في محصلة نتائجها إلى مستوى نتائج جهود الاستقصائي المتفرد المغفور له بإذن الله تعالى الفاتج جبرا ، لقد جعل الفاتح جبرا شغله الشاغل مستقبل بلاده وحق الأجيال المتعاقبة في الحياة الكريمة وإرساء مبدا المساءلة وعدم التهاون في المال العام وقد قام بتسليط الضوء على الجرائم المرتكبة بحق المال العام وملاحقة المسؤولين عنها من خلال الكتابة الراتبة في الصحف والوسائط والمواقع، لقد فضح الفاتح جبرا الفساد الكامن في النظام البائد ومؤسساته وأجهزته بمثلما علا من ثقافة حماية المال العام والحرص عليه والدفاع عنه باستماتة، خط هيثرو ، بيت السودان بلندن ،شركة الأقطان ،المواني ،الضرائب والجمارك وغيرها من جرائم الفساد تحت غطاء حزب المؤتمر الوطني وأنصاره وحركته المتأسلمة وشراء الذمم ، لم ييأس الفاتح جبرا ولم يكترث لموت الضمائر ومحاولات قتل الحقائق بالصمت ، ومن خلال متابعته المستمرة أجبر النظام لفتح ملفات التحقيق في بعض هذه القضايا المتستر عليها مثل بيع خط هيثرو وبيت السودان بلندن والفساد في شركة الأقطان وسودانير وفساد التشريد تحت غطاءالصالح العام والمحسوبية في أجهزة ومؤسسات الدولة، لقد صار الفاتح جبرا عنوانا للحقيقة وكان لأسلوبه الساخر المتميز بالخفة والسهولة التي تناسب كل الأعمار والأجيال ما جعل من (ساخر سبيل) المادة التي يجد فيها كل سوداني مادة متكاملة تجمع ما بين جدية الطرح وطرافة الأسلوب ورشاقته وسمو الغاية لم توقفه متاعب القلب المستمرة من أداء مسؤولياته الجسام وملاحقة الفاسدين وقد تعامل مع حقيقة الحياة مثل حقيقة الموت وسائر حقائق الأشياء، لم يقنط أو يجزع من المرض وكان ايمانه وضميره من أدواته صبره على إبتلاء المرض، لم يأبه بالموت الذي ظل يتوقعه في أي لحظة ولم يتوقف وهو مؤمنا بالحقيقة .
نسأل الله تعالى أن يتقبل الأستاذ الفاتح جبرا وقد أدى ما عليه من دور ومسؤولية برسالة اخلاقية عالية وانتقل إلى جوار ربه والبلاد تعاني من عظمة الفساد المستشري حتى أوصلت البلاد إلى الحروب والخراب والدمار الشامل.
نسأل الله تعالى أن يجعل البركة في أسرة الفقيد الراحل زوجه وأبناءه ويلهمهم ويلهم الشعب السوداني كله الصبر والسلوان في الفقد الجلل وهو ولي ذلك والقادر عليه.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات