الجمعة, سبتمبر 20, 2024
الرئيسيةاخبار سياسيةانفصاليو أزواد و "القاعدة" يعلنان "انتصارا" في مالي على الحدود الجزائرية

انفصاليو أزواد و “القاعدة” يعلنان “انتصارا” في مالي على الحدود الجزائرية

انفصاليو أزواد و “القاعدة” يعلنان “انتصارا” في مالي على الحدود الجزائرية

 الحدث والخلفيات والتداعيات

تقدير موقف : مركز تقدم للسياسات

تقديم:

أثارت التطورات العسكرية الدراماتيكية على الحدود المالية الجزائرية أسئلة بشأن معاني إعلان الانفصاليين الطوارق عن تحقيق انتصار على الجيش المالي وحلفائه الروس، في قتال غير مسبوق في منطقة تينزواتن شمال البلاد. ترافق الحدث مع بيانات وفيديوهات بثّتها الجماعات القريبة من تنظيم “القاعدة” عن هجمات شنّتها ضد قوافل للقوات المالية وقوات “فاغنر”. تأتي التطوّرات الميدانية بعد أسابيع على إعلان مالي والنيجر وبوركينا فاسو عن إنشاء “كونفدرالية دول الساحل” وبعد 6 أشهر على إلغاء باماكو “اتفاق الجزائر” مع الطوارق وتدهور علاقاتها مع الجزائر.

لقراءة الحدث نرصد سياق الخبر ومفاصل بعض الخلفيات:

–  في 28 يوليو، أعلن الانفصاليون الطوارق في مالي “انتصارا كبيرا” ضد الجيش المالي وحلفائه الروس بعد 3 أيام من “القتال العنيف” في بلدة تينزواتن القريبة من الحدود مع الجزائر في شمال البلاد.

–  قال محمد المولود رمضان، المتحدث باسم “حركة الإطار الإستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية” (تحالف جماعات انفصالية يهيمن عليها الطوارق) في بيان:، “دمرت قواتنا بشكل نهائي قوات العدو، السبت 27 يوليو، وتم الاستيلاء على عربات وأسلحة مهمة أو إتلافها. وتابع البيان أنه تم “أُسر العدد القليل من الناجين من صفوف القوات المالية ومليشيا فاغنر الروسية”.

–  كانت اندلعت، الخميس، معارك غير مسبوقة منذ أشهر بين الجيش والانفصاليين في بلدة تينزواتن القريبة من الحدود مع الجزائر، بعدما أعلن الجيش، الاثنين، أنّه سيطر على منطقة إن-أفراك الاستراتيجية الواقعة على بُعد 120 كلم شمال غرب تيساليت في منطقة كيدال.

–  على موقع التراسل “تلغرام” أعلن ناطق باسم قوات “فاغنر” الروسية اندلاع القتال في الفترة ما بين 22 إلى 27 يوليو الجاري بالقرب من تينزواتن، دون إعطاء تفاصيل عن خسائره، واقتصر على تأكيد مقتل سيرجي شيفتشينكو، قائد مفرزة الهجوم الثالثة عشرة للمجموعة.

–  نقلت الـ BBC  عن مصادر روسية أن ما بين 20 و80 مقاتلا روسيا لقوا حتفهم في هذه المعارك على الحدود بين مالي والجزائر.

في 28 يوليو نشر موقع SITE الأمني غير الحكومي المتخصص في مراقبة الجماعات المتطرفة، أن الجهاديين من “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” (JNIM)، وهو تحالف تابع لتنظيم القاعدة، قد أعلنوا أنهم حاصروا قافلة من الجيش المالي وحلفائه من قوات فاغنر جنوب تينزواتن، وأنهم قتلوا 50 روسيا و 10 ماليين.

–  بثت هذه الجماعة فيديو يبين أسر العديد من الأفراد التابعين للجيش ‫المالي حيث يقول احد المقاتلين : “نحن لا نقتلكم من أجل ‫أزواد بل من أجل لا إله إلا الله”.

–  بالمقابل نفى الانفصاليون الأزواد مشاركة الإسلاميين الجهاديين في القتال واتهموهم بمحاولة استغلال الانتصار لصالحهم.

–  قال الجيش المالي إنه “في ليلة 26 إلى 27 يوليو، بدأت وحداته تسيير دوريات في منطقة تينزواتن لمدة ثلاثة أيام، وأن المنطقة “تخضع للمراقبة ويتم رصد الوضع بشكل خاص (…) وأنه تمت معالجة خمسة أهداف إرهابية بنجاح.

-في مارس الماضي أعلن قادة جيوش النيجر ومالي وبوركينا فاسو المنضوية في إطار تحالف «دول الساحل»، في نيامي عن تشكيل قوة مشتركة لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي تشن هجمات في الدول الثلاث.

–  في 26 يناير 2024 أعلنت الإدارة العسكرية في مالي إنهاء “اتفاق الجزائر للسلام والمصالحة” الموقع مع الجماعات الانفصالية في الشمال التي ألقت سلاحها عام 2015. وقال بيان إن الاتفاق تم إنهاؤه بسبب “تغير موقف بعض المجموعات الموقعة”.

–  في ديسمبر 2023 توترت العلاقات بين الجزائر ومالي التي استدعت خارجيتها سفير الجزائر لدى باماكو لإبلاغه احتجاجا على “أفعال غير ودية” من جانب بلاده و”تدخلها في الشؤون الداخلية” لمالي.

–  جاء استدعاء السفير الجزائري بعد أن استقبل الرئيس عبد المجيد تبون في الجزائر العاصمة الإمام محمود ديكو وهو شخصية دينية وسياسية مالية بارزة ومن القلائل الذين تجرؤوا على التعبير علنا عن اختلافه مع المجلس العسكري الحاكم منذ أغسطس عام 2020.

–  يقول مراقبون أن “فاغنر” شركة خاصة لديها عقود من حكومة مالي منها ما يخص التنقيب عن الذهب والمعادن في المنطقة التي وقع فيها القتال، وأنها لا تمثل بالضرورة سياسة موسكو التي تسعى لاستبدال “فاغنر” بـ “الفيلق الأفريقي”.

–  ينفي مصدر مراقب للحراك الأزوادي وقوف الجزائر خلف الهجمات الجديدة للانفصاليين الأزواديين. ويوضح أن الجزائر كانت وراء كبح جماح هذه التنظيمات وفق “اتفاق الجزائر” وأنها توقفت عن ذلك بعد الغاء باماكو للاتفاق لتظهر للماليين خطأهم في التخلي عن “اتفاقية الجزائر”.

–  يقول نفس المصدر أن لا مصلحة للجزائر بإشعال المعارك على حدودها وأن الجزائر شديدة القلق من تدهور الوضع الأمني وأنشطة للتنظيمات الإرهابية هناك.

خلاصة:

**تدهور الأوضاع في مالي في المنطقية الحدودية مع الجزائر لا يمكن فصله عن قرار باماكو إلغاء “اتفاقية الجزائر” الموقعة بين الطوارق وحكومة باماكو في 2015.

**على الرغم من اتهامات مالية للجزائر بدعم الحركات الأزوادية الانفصالية، خصوصا بعد تدهور علاقات باماكو والجزائر، غير أن المعطيات غير واضحة خصوصا وأن التنظيمات المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تناصب التنظيمات الأزوادية المنافسة والعداء تشارك في العمليات ضد القوات المالية وقوات “فاغنر” الروسية.

**تنفي مصادر مقربة من الأزواديين دعم الجزائر للانفصاليين وترى بالمقابل أنه بعد “طعنة باماكو” للجزائر، وفق وصفها، فإن الجزائر توقفت عن كبح جماعات الحركات الأزوادية الانفصالية.

**على الرغم من “العلاقات الاستراتيجية” بين الجزائر وروسيا، فإن موقف روسيا في دعم القوات المالية من خلال “فاغنر” يبقى معقدا لجهة توازيه مع علاقات تحالف استراتيجي مع الجزائر.

**يجب إدراج حالة الانهيار الأمني في هذه المنطقة وفي مناطق أخرى في مالي والنيجر وبوركينا فاسو في سياق التطور الجيوستراتيجي الذي حصل بعد استيلاء مجالس عسكرية على السلطة في الدول الثلاث وقرارها الانسحاب من “الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا” (إيكواس) وطلبها سحب القوات الغربية من أراضيها وعقد تحالفات مع روسيا

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات