تقرير مروع لأطباء بلا حدود عن حصيلة الحرب في السودان
امستدردام :السودانية نيوز
كشف تقرير لمنظمة أطباء بلا حدود عن حصيلة الخسائر الكارثية للعنف في السودان واحداث مروعة عن العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، خاصة في دارفور.
واشار التقرير الي عدم استجابة كثير من المنظمات للأوضاع في السودان وقال (في الوقت الذي لا تستجيب فيه الكثير من المنظمات الإنسانية الدولية في البلاد
واتهم تقرير اطباء بلا حدود ، كلا من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وأنصارهما يمارسون عنفًا مروعًا على الناس في جميع أنحاء البلاد.
وقالت المنظمة في تقرير بعنوان (حرب على الإنسان – التكلفة الإنسانية للنزاع والعنف في السودان”) ان دراسة مسحية أجرتها منظمة أطباء بلا حدود على 135 ناجية من العنف الجنسي عالجتها فرق المنظمة بين يوليو/ وديسمبر/ 2023 في مخيمات اللاجئين في تشاد بالقرب من الحدود السودانية أن 90 في المئة منهن تعرضن للاعتداء على يد رجالٍ مسلحين، و50 في المئة تعرضن للاعتداء في منازلهن و40 في المئة تعرضن للاغتصاب من قبل عدة معتدين.
ودعت منظمة أطباء بلا حدود الأطراف المتحاربة إلى وقف القتال فورًا والسماح بزيادة المساعدات الإنسانية بشكل ملحوظ.
وقالت فيكي هوكِنز، المديرة العامة لأطباء بلا حدود، “يتفاقم العنف الذي تمارسه الأطراف المتحاربة بفعل العوائق: فمن خلال عرقلة الخدمات والتدخل فيها واحتجازها عندما يكون السكان في أمس الحاجة إليها، يمكن للأختام والإمضاءات أن تقتل شأنها شأن الرصاص والقنابل في السودان.”.
ودعت فيكي ،جميع الأطراف المتحاربة بأن تسهّل توسعة نطاق المساعدات الإنسانية، وأن توقف قبل كل شيء هذه الحرب العبثية على السكان من خلال الوقف الفوري للهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية والمناطق السكنية”.
بعد 15 شهرًا من اندلاع الحرب في السودان، تواجه المجتمعات المحلية عنفًا عشوائيًا وتتعرض المرافق الصحية والعاملون الصحيون لهجمات متكررة.
أدّت الحرب في السودان إلى تداعي حماية المدنيين، إذ تواجه المجتمعات المحلية العنف العشوائي والقتل والتعذيب والعنف الجنسي وسط هجمات مستمرة على العاملين في المجال الصحي والمرافق الطبية وفقًا لتقرير أصدرته أطباء بلا حدود اليوم.
ويحمل التقرير عنوان “حرب على الإنسان – التكلفة الإنسانية للنزاع والعنف في السودان” فقد تسببت الحرب بخسائر كارثية في الأرواح منذ بدء القتال في أبريل/ 2023، حيث هوجمت المستشفيات وقصفت الأسواق وسويت المنازل بالأرض.
تتفاوت تقديرات العدد الإجمالي للأشخاص الذين أصيبوا أو قُتلوا خلال الحرب، إلا أن أطباء بلا حدود التي تعمل في ثماني ولايات في جميع أنحاء السودان كشفت أنها قد عالجت في مستشفى واحد فقط من المستشفيات التي تدعمها، وهو مستشفى النو في أم درمان بولاية الخرطوم، مجموع 6,776 مريضًا من الإصابات الناجمة عن العنف بين 15 أغسطس/ 2023 و30 أبريل/ 2024، أي بمعدل 26 شخصًا في اليوم. وقد عالجت أطباء بلا حدود آلاف المرضى من الإصابات المرتبطة بالنزاع في جميع أنحاء البلاد، معظمهم من الإصابات الناجمة عن الانفجارات والطلقات النارية والطعن.
ويصف عامل في مجال الرعاية الصحية في مستشفى النو آثار القصف في منطقة سكنية في المدينة فيقول، “وصل قرابة 20 شخصًا وتوفوا بعد ذلك مباشرة، وبعضهم وصل ميتًا. وجاء معظمهم بأيدي أو أرجل معلّقة ومبتورة. بعضها يحتوي فقط على جزء صغير من الجلد يبقي الطرفَيْن متصلَيْن معًا. وجاء أحد المرضى بساق مبتورة، وتبعه مقدّم الرعاية حاملًا الطرف المفقود في يده”.
تتوافق هذه النتائج مع شهادات الناجيات اللواتي ما زلن في السودان، والتي توضح كيف يُرتكب العنف الجنسي ضد النساء في منازلهن وعلى طول طرق النزوح، وهي سمة فارقة لهذا النزاع.
وتصف إحدى المريضات لدى أطباء بلا حدود الأحداث التي وقعت في القضارف في مارس/آذار 2024 قائلة، “اختفت فتاتان صغيرتان من حيّ سريبة. وعندما اختُطف أخي في وقت لاحق، وبعدما عاد إلى المنزل، أخبرنا بأنّ الفتاتين كانتا في نفس المنزل الذي تم احتجازه فيه وأنّهما كانتا هناك منذ شهرين. وقال إنه كان يسمع أصواتًا تشي بأنّهم كانوا يفعلون أمورًا سيّئة بهما، كتلك الأشياء السيئة التي يفعلونها بالفتيات”.
ويحتوي التقرير على شهادات تشرح بالتفصيل العنف العرقي الموجّه ضد السكان في دارفور. ففي نيالا بجنوب دارفور، وصف أشخاص كيف تنقّلت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في منتصف عام 2023 من منزل إلى منزل، فنهبوا وضربوا وقتلوا الناس، مستهدفين قبيلة المساليت وغيرهم من الأشخاص من الأعراق غير العربية.
أخبرنا مريض في نيالا بجنوب دارفور، “كان الرجال مسلحين ويرتدون زيًا عسكريًا مموّهًا لقوات الدعم السريع… طعنوني عدة مرات فسقطت أرضًا. عندما خرجوا من منزلي، نظروا إليّ وأنا ملقى على الأرض، وكنت بالكاد واعيًا، وسمعتهم يقولون: ’سيموت حتمًا، لا تضيعوا رصاصاتكم عليه‘، بينما داس أحدهم عليّ”.
وتعرضت المستشفيات طوال فترة الحرب للنهب والهجوم بشكل روتيني. وقالت منظمة الصحة العالمية في يونيو/حزيران إنه في المناطق التي يصعب الوصول إليها، وصلت نسبة المرافق الصحية القادرة على العمل إلى 20 إلى 30 في المئة فقط، وحتى في ذلك الحين كانت تعمل بشكل محدود جدًا. وقد وثّقت أطباء بلا حدود ما لا يقل عن 60 حادثة عنف وهجمات على موظفي المنظمة وأصولها وبنيتها التحتية.
وقد تعرّض مستشفى النو الذي تدعمه المنظمة في أم درمان للقصف في ثلاث حوادث مختلفة، في حين أدى انفجار ناجم عن غارة جوية في مايو إلى مقتل طفلين بعد انهيار سقف وحدة العناية المركزة في مستشفى ببكر نهار للأطفال الذي تدعمه المنظمة في الفاشر، وأُجبر المستشفى على الإغلاق.
وعلى الرغم من معاناة النظام الصحي في تلبية احتياجات السكان بشكل كافٍ، إلا أن المنظمات الإنسانية والطبية كثيرًا ما تُمنع من تقديم الدعم. وفي حين أن السلطات بدأت بإصدار تأشيرات الدخول للعاملين في المجال الإنساني بسهولة أكبر، إلا أن محاولات تقديم الرعاية الطبية الأساسية لا تزال تواجه عراقيل بيروقراطية مثل رفض إصدار تصاريح السفر للسماح بمرور الأشخاص والإمدادات الأساسية.