الخميس, ديسمبر 12, 2024
الرئيسيةاخبار سياسيةمحمد صالح  عبد الله يس يكتب المهندس محمد موسي ادم عبير الامكنة...

محمد صالح  عبد الله يس يكتب المهندس محمد موسي ادم عبير الامكنة 2—-4

محمد صالح  عبد الله يس يكتب المهندس محمد موسي ادم (عبير الامكنة 2———-4

محمد صالح عبدالله يس
ايام الطفولة هي فترة مميزة من حياتنا، حيث تكون البراءة والمرح هما السائدين. في تلك الأيام، كانت الحياة بسيطة وملونة، وكنا نستمتع بكل لحظة دون هموم أو ضغوط. أتذكر عندما كنت ألعب في الحي مع أصدقائي بعد المدرسة. كنا نركض في الشوارع ونلعب ألعابًا تقليدية مثل ((الحكو ولعبة كديس من نطاك))و”الجري السريع”. كانت ضحكاتنا تملأ الجو، وكنا نشعر كأن العالم لنا وحدنا. كل زاوية في الحي كانت تحمل ذكريات خاصة، وكل شجرة أو ملعب كان يمثل مسرحًا لمغامراتنا. كانت أيام الطفولة مليئة بالخيال. كنا نبني عوالم من الكلمات ونتخيل أننا أبطال في قصص خيالية. لم تكن لدينا هواتف ذكية أو ألعاب فيديو، بل كنا نستخدم خيالنا لنخلق عالمًا من المرح والإثارة. كل يوم كان رحلة جديدة، وكل صباح كان يحمل وعدًا بتجارب جديدة. ومع الوقت، بدأت ألاحظ كيف أن تلك الأيام كانت خالية من التعقيدات.
كنا نحب الحياة بكل تفاصيلها، وكنا نعيش كل لحظة كأسعد الناس. كانت الأسرة تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل تلك الذكريات، كانت حبوباتنا يمتعننا بجميل الحكي المصحوب بالخرافات المرعبة والمضحكة في ان واحد أيام الطفولة تعني أيضًا التعلم والتطور. كانت المدرسة مكانًا للمعرفة والاكتشاف، حيث بدأنا نكتشف شغفنا واهتماماتنا كان اساتذتنا هم الذين ساعدونا في توجيه خطواتنا الأولى نحو المستقبل.أشعر بالامتنان لتلك اللحظات البسيطة والاستثنائية التي شكلتني. تلك الأيام لا تُنسى، وستظل دائمًا جزءًا مني. إننا جميعًا نحمل في قلوبنا ذلك الطفل الصغير، حيث تظل الذكريات حية، تذكرنا بأهمية الفرح والبراءة في حياتنا الايام والسنون تحاول ان تمسح عن ذاكرتي كل شئ جميل عن امكدادة وحاولت ان تنتاش اعماقي واني لها التناوش من مكان بعيد فقد خبات ذكرياتي في اعماق سحيقة سترحل معي الي دارالخلود ولكن ساحاول استخراج جزء يسير منها لزوم التوثيق والنشر ووفاءً لكرام عشنا معهم طفولة بريئة وشبابا باذخا يتدفق بالعطاء والحيوية والان نحن علي اعتاب عمر النبوة ان ننشر النسخة المخبأة في الهاردسك ليتعرف ليتعرف ابناءنا ومن جايلناهم علي طبيعة حيواتنا ونرسم لابناءنا خارطة طريق علهم يستهدون بها في هذه العهود المظلمة التي تمر بها بلادنا اتساقا مع معني المثل الذي يقول ان توقد شمعة واحدة خير لك من ان تلعن الظلام ونقلب دفاتر تلك الايام
امكدادة وكما ذكرت في مرات متعددة تتميز بموقعها الجغرافي وطبيعتها الجبلية الساحرة فهي محاطة بالجبال احاطة السوار بالمعصم ويجمع معظم علماء الطبيعة والجلوجيا والجغرافيون ان تحت هذه الجبال الغاز غارقة في المجهول وتحتاج لمن يفك طلاسمها المجهولة وقد اطلق الاهالي اسماء لهذه الجبال بعضها ارتبط بالخرافة وبعضها ارتبط بالمردة والشياطين ورحم الله البروفيسور احمد الطيب زين العابدين والبروفيسور عبد الله عثمان التوم اللذان سجلا افادات وتدوينات عن ظاهرة هذه الجبال والتي تصلح لعمل دراسات ستضيف الكثير لتاريخ الحفريات السودانية
المدينة ايضا تنتشر في اطرافها وتتوزع بعض البرك والرهود ففي شرق المدينة رهد (الركبة ) الذي تتدفق مياهه من اسفل الجبل وتستمر مياه حتي فترة الدرن تجف وكنا ونحن في سن اليفاعة نمارس في العوم واللعب واحيانا تنتهي مياههه قبل مواعيدها لان عمال الصحة يستخدمونها في غسل ونظافة تنكر المخلفات الصحية التي يجرونه بجمل معروف باسم جمل الصحة اذ يقومون بحفر حفرة ضخمة يصلون عليها هذه المخلفات وهي قريبة من الرهد فرغم الروائح الكريهة التي تتسرب الي الرهد لكنا كنا لا نابه لها لا الامطار ستنزل غدا وتتجدد مياه الرهد
الي الجنوب من رهد الركبة توجد ترعة كبيرة في مجري العربات تسمي رهد الرهيدات وهي منطقة طينية شديدة الوحل ولا تصلح للعوم واللعب الا لمدة ثلاثة او اربع ايام وذلك بسبب الهجوم الكاسح علية من قبل الابقار والاغنام التي ترعي بالقرب منه
من الناحية الشمالية للمدينة هنالك حفير ضخم عبارة عن بحيرة مسورة بالشوك واسمها فولة ام ستوية نسبة لقرية امستوية وهي مصدر الري الوحيد لاهل القرية وسكانها وقد نسجت حول هذه الفولة الكثير من الحكاوي والاساطير والاخ عباس دودين ابراهيم كان يحكي لنا عنها الكثير بحكم صلة القرابة التي تربطه باهل امستوية ولست ادري ان كانت حكاويه صادقة رآها عيان بيان ام كان يسترق السمع من بعض كبار ام ستوية ونقلها لنا ونحن في تلك الايام كلما رغبنا الذهاب الي تلك الفولة تذكرنا تلك القصة وتمثل امامنا ذلكم الثعبان الضخم برموشه الحمراء وراسه الضخم فتتراجع رغبتنا ونصرف النظر عن هذه الفولة الجميلة
وطالما نحن بصدد الحديث عن الرهود فهناك رهد كُكُرُوك ويقع غرب امكدادة وتنحدر مياهه من قرية شوقارة وقرية سنقرنا وحلة موسي جراب وقرية مريديفة وميزته ان حوضه واسع ومياهه صافية وهو اكثر عمقا من بقية الرهود ووان بها ثعبان نتسابق فيها الي رهد كُكُروك ونحن رهط من جلاوزة الفوضي الخلاقة فهذا الرهد رغم صغره ومساحته الضيقة كنا نعوم فيه بفرحة وغبطة احيانا يحوي بداخله اكثر من ثلاثون شخصا بل رغم ضيق سعته الا انه يحتملنا ويحضننا في احشاءة في توؤدة وحنية
البعض منا كان يعرف فن العوم ويجيده واخرون دون ذلك وحتما من لا يعرف فن العوم يغرق
كنا نقضي وقتا ممتعا فيه وبعده نخرج لندلك اجسادنا بالصابون حتي لا ينفضح امرنا عندما نعود الي بيوتنا وامام زنقة مجلس التحقيق الاسري ( كنتو وين والله كنا في المدرسة المدرسة وجاهز لاداء القسم حتي ولوكانت هناك بعض الادلة القطعية التي تؤكد انك كنت في الرهد فاحيانا رغوة الصابون التي ندلك بها اجسادنا بعد خروجنا من الرهد حتي لا نترك اثرا لبقايا ماء الرهد ذو الصبغة الطينية الحمراء ولرغوة الصابون قدرة فائقة علي طمس ومسح ما تبقي من طين الرهد واحيانا يكون الدلة خفيفا لان صاحب الصابونة لا يقبل دعكها كثيرا حتي لا تنتهي وهي اصلا صغيرة ومتناهية في الصغر واحيانا يكون صاحبها قد اتي بها من حمام البيت او من طرف طشت غسيل العدة وكنا نطلق عليها اسم (البروة ) رغوة الصابون احيانا لا تصل الاذنين وتظل بقايا الطين لاصقة بها وحينئذ تصاب بانهيار وتسقط جميع دفوعاتك وتنتظر تنفيذ العقاب غدا في طابور الصباح فالجريمة ثابتة والمبلغ ولي الامر ومنفذ العقوبة الاستاذ الذي يتلو حيثيات الجريمة وتداعياتها وينتزع منك اعترافا اخرا وتخبره ببقية الكهنة الذين رافقوك في هذه الرحلة الماساوية بل احيانا بعضنا تكون لديه مشاحنات شخصية مع احد زملاءة فينتقم منه في هذا اليوم ويلصق به نفس التهمة رغم براءته فنحن رغم صغر سننا الا اننا تعلمنا هذه النظرية( علي وعلي اعدائي )
رغم كل هذه العقوبات والتهديدات الا اننا نعيد ونكرر نفس الممارسات ونتحين نزول الامطار فمع نزولها تكون مياه البرك صافية ولم تتكاثر عليها الايدي او تختلط بابوال الحيونات وروثها وهناك بعض البرك معروفة بصفاء ونقاء مياهها لكنها ليست كنقاء ككروك وحقا المنهل العذب رواده كُثر

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات