الأحد, أكتوبر 13, 2024
الرئيسيةمقالاتمحمد عبدالمنعم السليمي المحامي يكتب:تنظيرة الحكامة : غياب الآخر

محمد عبدالمنعم السليمي المحامي يكتب:تنظيرة الحكامة : غياب الآخر

محمد عبدالمنعم السليمي المحامي يكتب: تنظيرة الحكامة : غياب الآخر

محمد عبدالمنعم

لم يتركوا لك ما تقول ،،، والشعر صوتك حين يغدو الصمت مائدة ،،، وتنسكب المجاعة في العقول …
هكذا تغني الفيتوري حكمة شعرية عن الخواء الفكري وعطالة المثقف الذهنية حين يتعطل عنده المنطق والحجة فيلجأ ( للإنصرافية) والتهاتر وسفاسف الأمور وأحيانا التدليس ،،،
جادت قريحة أحد كتاب الوسائط وتفتقت عبقريته عن حكاية تقول أن إحدي الحكامات بولاية دارفورية حين أنهت قصيدتها الحماسية أمام الحشود العسكرية خلعت ملابسها الداخلية وأقسمت ألا ترتديها إن لم يعودوا منتصرين وهي الرواية التي ملأت الميديا وشغلت الناس في اليومين الفائتين.
علق الكثيرين علي الأمر وتناولوه من مختلف الجوانب فهناك من ذهب إلي الحط من قدر الحكامة ووصفها بأقذع وأبشع الألفاظ كانت أقلها ( قلة الأدب ) وقال أن الحكامة هي ( أم قرون ) في خلط واضح بين الصفتين ، بينما ذهب البعض الآخر إلي نفي حدوث الأمر، بينما فريق ثالث برر للأمر بأنه ثقافة مثلها مثل ( مقنع الكاشفات ) ،،، بينما كان هناك من كتب بموضوعية وتناول الموضوع من وجهة نظر ثقافية وعدم إلمام الكثيرين بثقافات وعادات وتقاليد المجموعات السكانية في دارفور.
أعتقد أنه من المريع حين يخلط صحفي ومحامي عاش عمره كله في مدينة نيالا المعروفة بتعددها الإثني وهي تقع في الولاية التي تعتبر مركز ثقل القبائل العربية في دارفور بين الحكامة وأم قرون، أم قرون كصفة ظهرت بكثافة إبان هذه الحرب وهي كنية للمرأة العربية التي تتدلي (مسيرتين) من شعرها ولا نقصد الطائرة بدون طيار (المسيرة) ،،، وهنا يحضرني وصف الشاعر الأستاذ محمد خير الخولاني ( شاعر أغنية حبيتو فرادي التي تغنت بها البرنسيسة نانسي عجاج) في قصيدته (أم ريش) ، أم ريش يا ناس خلوها ،،، أم ريش بتمني حلوها ،،، فقد وصف محبوبته بأم ريش وهي كناية عن طول وغذارة شعرها ، فالعرب تكني المرأة حسب الصفة الأبرز فيها.
أما الحكامة فهي شاعرة تنظم الشعر سلما وحربا وتحرض علي الفضائل كالمرؤة والكرم والصدق والشجاعة وتكتب في الحب والعشق، كما تشحذ همم المقاتلين حربا ،،، ومعلومة تاريخية فقد ظهرت حكامات من غير القبائل العربية في نيالا وأشهرهن وأحدة كانت تمدح الولاة وآخرهم آدم الفكي.
هذا الأمر يعيدني للمشروع الذي طرحته مبادرة دارفور للعدالة والسلام عن نشر ثقافات المناطق المهمشة التي لم تجد حظها خلال وسائل الإعلام الرسمية طوال العهود السابقة وقد آن الأوان أن يري هذا المشروع النور في أقرب وقت ممكن لما له من أهمية قصوي.
أما الملفت للإنتباه هو تناول الكثير من المثقفين المناوئين للطرف الآخر من الحرب الذي تنتمي له الحكامة – فيما عرف بالحواضن الإجتماعية – للحادثة بالكثير من السخرية والتندر حتي قبل أن يتثبتوا من صحتها مبرزين جهلهم حتي بمعاني الألفاظ مثل كلمتي (سروال ، ولباس) وهذا ما عنيناه في مقدمة مقالنا بالخواء والعطالة الفكرية والتدليس، فحتي لو إفترضنا صحة الواقعة كما صوروها فهل هو أمر يستحق كل هذه الضجة (والهليلة) ؟؟؟ وقد ذكرني هذا بأيام حكومة الفترة الإنتقالية عندما بات المناوئين لها لا هم لهم ولا شاغل غير كيف (لفحت المنصورة توبها) وكيف (وضعت حقيبتها علي الارض بجانب الكرسي) وأنها (بروتكوليا جلست علي المقعد الخطأ) وهذا لعمري هو قمة الإفلاس وعدم المنطق، إن هذا التناول السطحي والتداول بهذه الطريقة من السخرية والتندر هو صب مزيدا من الزيت علي نار العنصرية والجهوية البغيضة التي يسعي إليها فلول الكيزان وأشياعهم وأزيالهم الذين يخوضون في أمر لا يدركون عواقبه في مستقبل التعايش بين مكونات الإقليم الواحد.

كسرة:
عملية تبادل الأسري التي تمت بين الدعم السريع وقوات المشتركة تشكل بارقة أمل في الوصول لتفاوض يخدم حقن الدماء في الإقليم وإيقاف الموت المجاني الذي يقضي علي شباب الطرفين – الذين هم وقود معركة التحرر والبناء – ويدمر البنية التحتية الضعيفة والمتهالكة أصلا.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات