الجمعة, سبتمبر 13, 2024
الرئيسيةاخبار سياسيةمنذر مصطفي يكتب : لـ توم بيرلو: الصديق وقت الضيق

منذر مصطفي يكتب : لـ توم بيرلو: الصديق وقت الضيق

منذر مصطفي يكتب: لـ توم بيرلو: الصديق وقت الضيق

منذر مصطفي. نثمن عالياً جهود أمريكا في ابتدار ورعاية الوصول لحل سلمي للصراع في السودان، ونحن بغاية الإمتنان والتقدير لهذا الدور المهم بالوقت المناسب، وهو يشبه توقعات ثقافتنا المحلية، حيث يقف الأصدقاء بقوة مع أقرانهم وذويهم في أوقات المحن العظام، وصولاً للاستقرار المنشود.

ظلت المنابر التى تشارك بها الولايات المتحدة أو تلك التى ترعاها تبث موجات من الامل لجموع السودانيين بأن فجر الخلاص قد أقترب، لكن القيود التى ابتكرها طرفي الصراع لتخطي الضغوط والالتفاف على الالتزمات، افقدت الشارع العام الثقة من جدواها.

طالما أرسل الطرفان وفود تفاوض تنتمي تظيمياً لتنظيم الحركة الإسلامية بالسودان، حيث يعتمد قادة القوات المسلحة على عناصر من فصائل المؤتمر الوطني، وبالمقابل يرسل الدعم السريع كوادر المؤتمر الشعبي، وهما الفصيلان الرئيسيان بتنظيم الإخوان المسلمين النشطة في السودان.

لم تبدأ موجات الصراع بين الفصيلين في العام 2023، بل لها جذور تاريخية حيث خرجت الازمة للعلن لأول مرة في دارفور بالعام 1992، على شكل حركة مسلحة عبرت عن الصراع بقيادة يحي بولاد، ومن ثم مفاصلة الخرطوم الشهيرة بالعام 1999، وغيرها من الأحداث.

وفود التفاوض لها اجندة تنظيمية تتفوق بسنين ضوئية عن الأجندة الوطنية، فهم يريدون تصدير الأزمة الداخلية بالتنظيم للمجتمع الدولي ومن ثم تحميله تكلفة الحفاظ على تماسك الحركة الاسلامية، بسبب عدم قدرتهم على البقاء بعيداً عن السلطة، حيث الموارد الكافية للصرف على الأداء التنفيذي.

أن التحول غير المدروس لتنظيم الإخوان المسلمين من حركة سياسية الى عصابة لها مليشيات وأجهزة سرية ذات طابع عسكري وشبه عسكري، جعلها عالة لا تطاق على الاقتصاد، وهي الآن في حالة زهو باختطافها للسودان ارضاً وشعباً كرهائن للتفاوض مع العالم الحر من أجل الشرعية.

أن الاعتراف بعناصر الاخوان المسلمين بالفصيلين المتشاكسين تكتيكياً، والمتامهين استراتجياً، كممثلين لطرفي الصراع، يجعل من فرص الوصول لحل سلمي له، حلم بعيد المنال وليس محل رغبة للوفود المشاركة.

نعم للفصيلان وجود بطرفي الصراع لكنه وجود مخادع ولا يمثل ثقل اساسي، ويمكن التخلص منها بسهولة، وفتح المجال أمام ايقاف تام للعمليات العسكرية منذ أول جولة ومن ثم إبتدار عملية سياسية جادة تتيح للقوى الديمقراطية مساحة لقيادة جهود إعادة الإعمار وتكملة الإنتقال.

أن مشاركة طرفي الصراع بوفود تضم عناصر الفصيلين (الوطني والشعبي) يعني رغبتهم الضمنية، إفشال منبر سويسرا كما فعلوا مع المبادرات الإقليمية الاخرى، كما تعد مشاركة الحلفاء التابعون بطاعة لطرفي الصراع، مجرد مناورة لإضاعة الوقت.

يعقد السودانيين أمال كبيرة على منبر أغسطس القادم لإنهاء كافة العمليات العسكرية وبدء عملية واسعة النطاق للإغاثة، وفتح الطريق أمام إعادة الإعمار والتحول الديموقراطي.

منذر مصطفى، باحث بمركز السياسات العامة- السودان، 27 يوليو 2024.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات