السبت, فبراير 8, 2025
الرئيسيةمقالاتالروابط الثقافية والتعليمية والاجتماعية، المدخل السليم لتمتين العلاقات السودانية المصرية (٤).

الروابط الثقافية والتعليمية والاجتماعية، المدخل السليم لتمتين العلاقات السودانية المصرية (٤).

الروابط الثقافية والتعليمية والاجتماعية، المدخل السليم لتمتين العلاقات السودانية المصرية (٤).

بقلم : الصادق علي حسن.

الدروس المستفادة من التجارب السابقة :

إن تمتين العلاقات الشعبية والرسمية بين السودان ومصر، مدخله الصحيح يبدأ بالدروس المستفادة من التجارب السابقة، لتلافي أوجه القصور وتعزيز الإيجابيات، ومن الدروس المستفادة على الصعيد الرسمي عند البحث في أوجه القصور ، في عهد الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، بادر الرئيس مبارك بتأييد الإنقلاب على النظام الديمقراطي القائم بالبلاد في ٣٠ يونيو ١٩٨٩م، والذي كان يتخفى تحته بدهاء د حسن الترابي وتلاميذه من جماعة حركة الأخوان المسلمين ، تقديرات القاهرة الرسمية لم تكن موفقة، وقد كان يمكنها معالجة التباين الذي ظهر في بعض الملفات والقضايا مع الحكومة السودانية المنتخبة ديمقراطيا برئاسة السيد الصادق المهدي مثل إتجاهه إلى تحويل اتفاق التكامل بين مصر والسودان إلى اتفاق اخاء بوسائل أخرى بخلاف الاعتراف بالانقلاب المذكور على الديمقراطية، إن النخب السياسية والمدنية السودانية لا تزال ضمن مآخذها على ضياع الديمقراطية الثالثة، مبادرة الحكومة المصرية في عهد الرئيس مبارك بأعطاء الترابي وتلاميذه من حيث لا تحتسب جواز المرور الأول للعبور إلى المجتمع الدولي والمنابر الدولية ، وتوفير المظلة الأولى لهم، لترسيخ أقدامهم في حكم البلاد وإدارتها التي استمرت لثلاثة عقود، تم خلالها تحويل الدولة المدنية السودانية إلى دولة دينية إخوانية (كيزانية) رهنت البلاد لإستثمارات الجماعات الإسلامية العالمية المتطرفة والعابرة للحدود ،واخضاع السودانيين للشعارات الهلامية ،وقد كان حصاد مصر الرسمية والرئيس مبارك نفسه محاولة اغتياله الفاشلة بأديس أبابا في عام ١٩٩٥م، فخطط إنهاء البعثة التعليمية المصرية في السودان وعلى رأسها جامعة القاهرة بالخرطوم والتي تخرج فيها الآلاف من السودانيين الذين نهلوا العلوم والمعارف وحازوا على التأهيل العلمي في شتى ضروب التخصصات الأكاديمية، كما وقد انتهجت جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة للسودان في عهدها سياسة العداء السافر لمصر ، بل عملت على تغيير نظام الحكم فيها في عملية فطيرة خطط لها ودبرها رجل النظام النافذ علي عثمان محمد طه ضمن دائرة أمنية صغيرة كانت متحكمة في إدارة البلاد، وقد لعبت هذه الدائرة في أحداث التغيير بعدة بلدان بإفريقيا منها الجارة الغربية للسودان تشاد ، كما عملت وسط الثوار الإثيوبيين والإرتريين والثورة على الرئيس الإثيوبي الأسبق منقستو هيلامريام، ولم يكن تلاميذ الترابي يدركون بأن مصر ليست كالعديد من دول إفريقيا التي ظلت تعاني من هشاشة الأوضاع الأمنية ونظم الحكم. ساءت العلاقات الرسمية بين السودان ومصر قبل المحاولة الفاشلة لإغتيال الرئيس المصري مبارك وبعد المحاولة تعقدت كثيرا، وحينما تجاوزت العلاقات الرسمية السودانية المصرية مرحلة المحاولة الفاشلة وقد شابتها الشوائب والجمود ، في السنوات اللاحقة وقد عادت بعد المساعي لإعادة الأمور إلى مجاريها والتمهيد للعودة الجزئية لبعض مؤسسات التعليم والتي تم تعطيلها مثل جامعة القاهرة بالخرطوم ،والمنح الدراسية بالجامعات المصرية، صارت أجهزة دولة النظام الحاكم بالخرطوم تقوم بتوظيف فرص المنح التعليمية في الجامعات المصرية والأزهر الشريف ضمن وسائل الاستقطاب السياسي بواسطة الجمعيات الدينية الموالية للنظام الحاكم وسياساته، بل في حالات يتحول فرص الحصول على المنح المجانية بالمقابل المادي .

بطانية للاجئ السوداني بمصر .

قد تكون أهم حملة تم إطلاقها منذ اندلاع الحرب العبثية الدائرة بالسودان هي حملة بطانية للاجئين السودانيين بدول الجوار والتي انطلقت بمبادرة من أستراليا بواسطة الأستاذ صلاح جلال، وكان مفتاح نجاحها بمصر الأستاذة أسماء الحسيني رائدة الدبلوماسية الشعبية الحقيقة بين مصر والسودان، وقد تمكنت مع رفيقها الخبير الإعلامي نبيل نجم الدين من تحويل حملة بطانية للاجئ السوداني بمصر إلى أكبر عمل اجتماعي عزز العلاقات السودانية المصرية . لقد استهدفت حملة البطانية للاجئ السوداني بمصر الأسر التي تعاني من أوضاع الحياة المعيشية الصعبة لتزويدها بالغطاء من البرد القارس وأسست الحملة لمشروعات اجتماعية طموحة إذا وظفت ، يمكن أن تدعم جهود وقف الحرب وتحقيق السلام في السودان بصورة أكثر تأثيرا من المؤتمرات التي ظلت تخرج بتصريحات النخب المتصارعة على السلطة .

الدروس المستفادة من حملة بطانية لاجئ :

في ظل الصراعات الايدولوجية السائدة في الممارسة السياسية السودانية وعقب اندلاع الحرب العبثية الدائرة بجرائمها الجسيمة المرتكبة وقد ضعفت اواصر المجتمع السوداني وظهرت مثالب ومفارقات الحرب .وفي القاهرة والحرب مستمرة في السودان، تقام حفلات الترف والبذخ التى تدفع فيها الأموال الطائلة في الفنادق الفاخرة ،والرحلات التي تعكس بعض من تشوهات المجتمع السوداني وقد أفضت الحرب الدائرة لفوراق يشهدها المراقب الزائر لبعض ضواحي القاهرة مثل مقابر ومساكن عثمان بمدينة ستة أكتوبر، ليجد بعض النساء السودانيات في المقابر بأسمال بالية يتسولن المشيعين كما وهنالك كما علمت من ينمن بالمقابر كبعض المصريات اللآتي تعودن على ذلك، ولم يعد يخفن من المقابر ورهبة الموت، في عمارات شبه مهجورة بمساكن عثمان أسر واطفال ومرضى بلا أغطية أو أطعمة كافية . لقد أدت رسالة بطانية لاجئ السوداني بمصر أغراضها وفتحت المجال للاستفادة من دروسها لتعزيز دور الرياضة والثقافة والفنون والموسيقى والمسرح في معالجة الأزمة السودانية وتعلية المساهمات الشعبية في تمتين جسور العلاقات السودانية المصرية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات