الإثنين, ديسمبر 2, 2024
الرئيسيةاخبار سياسيةمجلس السلم والأمن الافريقي يكرر الدعوة للقاء مباشر بين حميدتي والبرهان

مجلس السلم والأمن الافريقي يكرر الدعوة للقاء مباشر بين حميدتي والبرهان

الاتحاد الافريقي يهيئ المسرح الإقليمي والدولي لفرض السلام التمسك بالحل العسكري قد يدفع الى تهميش السودان غارقا في الدماء

ملخص تقدير موقف: ذوالنون سليمان/ الباحث في مركز تقدم للسياسات

مبادرة مجلس السلم والأمن الافريقي. دعا مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي في ختام اجتماعاته على مستوى رؤساء الدول، طرفي النزاع في السودان الى حضور منبر جدة، مؤكدا على استحالة الحل العسكري للأزمة الحالية وأن الحوار السوداني الشامل هو المخرج الوحيد للأزمة.

 قرر الاجتماع إنشاء آلية رئاسية رفيعة المستوى بقيادة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، رئيس الدورة الحالية لمجلس السلم والأمن الأفريقي لترتيب اجتماع مباشر بين قيادة الجيش والدعم السريع من أجل التفاوض على وقف عاجل لإطلاق النار

 مجلس السلم والأمن الافريقي، يحث أطراف الصراع في السودان

 حث مجلس السلم والامن الافريقي أطراف النزاع على المشاركة الكاملة في عملية سلام موسعة وأكثر شمولاً في جدة، بمشاركة الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والدول المجاورة (ايغاد).

 قررت اللجنة الأفريقية إرسال بعثة تقصي حقائق إلى السودان باعتبارها إحدى أدواتها التقييمية للصراع, ومن منطلق مسؤولياتها في إطار ولايتها.

 مجلس السلم والامن الافريقي ، تحليل

اعتمد الاتحاد الافريقي خارطة طريق لحل النزاع في السودان، وذلك في اجتماع مجلس السلم والامن رقم 1156، الذي عقد في 27 مايو 2023، على مستوى رؤساء الدول والحكومات، واعتبارها مظلة شاملة لجهود السلام لحل النزاع في جمهورية السودان، تقوم على 6 ركائز وهي:

إنشاء آلية التنسيق، والوقف الفوري للأعمال العدائية، والاستجابة الإنسانية، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، ودور دول الجوار، واستئناف عملية سياسية شاملة وتمثيلية كاملة وذلك بالتنسيق مع منبر جدة.

 مجلس السلم والأمن الافريقي، لبحث ترتيبات وقف اطلاق النار

 كرر الاجتماع دعوته السابقة لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان و قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو للقاء المباشر في قمة عنتيبي المقبلة لبحث ترتيبات وقف اطلاق النار توطئة لاستكمال العملية السياسية وفق خارطته المعلنة, وذلك بعد أن فشل لقاءهما في قمة “الايقاد” الاستثنائية حول السودان في يناير المنصرم نتيجة لمقاطعة البرهان القمة على الرغم من حضور ومشاركة قائد الدعم السريع,

تظهر الدعوات تمسك الاتحاد الافريقي بدوره ومبادرته التكاملية مع منبر جدة والمبادرة المصرية وحراك جامعة الدول العربية بعد إعلانهم تنظيم مؤتمر للأطراف السودانية في الفترة المقبلة, واستعداده القيام بدور مستقبلي في السودان وفق مسؤولياته الإقليمية لا سيما بعد قرارات مجلس الامن الدولي وجلساته المتكررة حول الازمة في السودان والحرب في دارفور.

مجلس السلم والأمن الافريقي،لا تغير جوهري لازال الدعم السريع مسيطرا على ميدان الحرب، ويحظى بالدعم والسند الدبلوماسي الإقليمي والدولي من خلال استجابته لنداءات ومبادرات المؤسسات الإقليمية، فيما تراجع الموقف العسكري للجيش منذ مقاطعة قائده للقمة الاستثنائية، وتباعدت الشقة بينه وبين حلفائه الجهاديين، مع بروز تيار وسط القيادة العسكرية يدعو علانية لإبعادهم عن العمليات العسكرية وتفضيل الحل السياسي كبديل للحسم العسكري. ولعل التطور الأبرز في الأيام الماضية، كان ما يصفه الدعم السريع بهزيمة الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة في شمال دارفور، الامر الذي يزيد من تعقيدات المشهد ويباعد فكرة الحل السياسي عبر التفاوض

 مجلس السلم والأمن الافريقي، ومواقف تقدم والكتلة الديمقراطية
سياسيا، تقدم والكتلة الديمقراطية وموقفهما من المبادرة الافريقية:

فرغت تنسيقية القوي الديمقراطية المدنية “تقدم”  -الحليف السياسي الأقرب للدعم السريع بخلفية الاتفاق الإطاري- من تنظيم مؤتمرها التأسيسي والاستعداد لمباشرة مهامها وفق الخارطة الافريقية التي يحظون بدعمها، وذلك في مقابل تحفظ ومقاطعة غير معلنة من قوي الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية وتحالف ميثاق السودان الداعمين للجيش والإسلاميين الذين يتمسكون بضرورة فك احتكار قوى الاطاري للعملية السياسية وإدارة الانتقال, والسماح بمشاركة عناصر النظام القديم وحزب المؤتمر الوطني فيها, من خلال سيطرتهم علي جهاز الدولة العسكري والأمني والمدني.

الخلاصة:

  • تحركات الاتحاد الافريقي ومنظمة الايقاد في السودان تشير لاستعدادهما لتفعيل دورهما في السودان من خلال المشاركة في الترتيبات الإقليمية والدولية الرامية للتدخل لإنهاء الحرب وذلك بعد فشل طرفيها في حسمها عسكريا مع عدم توفر إرادة الحل السياسي في ظل انهيار الوضع الإنساني وتعقده واقتراب البلاد من حافة الحرب الاهلية، بكل مخاطرها الأمنية على المنطقة الهشة، وذلك جنبا الي جنب مع المساعي الروسية والإيرانية لتوظيف الازمة لصالح تعميق وجودها بالمنطقة.
  • خطوات الاتحاد الأفريقي تأتي في إطار تهيئة الملعب وتشكيله لخطوات قادمة للمؤسسات الإقليمية والدولية ، وفي ذات الوقت الضغط علي الجيش وشركاءه من أجل الانخراط في العملية السلمية والالتزام بخارطة الاتحاد الافريقي للحل، الأمر الذي يضع البرهان أمام خيارات التدخل الدولي لفرض السلام في السودان في حال عدم امتثاله لمقررات الاتحاد الافريقي بالمشاركة في منبر جدة وحضور الاجتماع المباشر مع حميدتي والالية رفيعة المستوي.

تمكن الاتحاد الافريقي ومجلسه للأمن والسلم ، من مقاربة كل المبادرات بما فيها المبادرة المصرية ومنبر جدة والدخول الجديد لجامعة الدول العربية على ساحة المبادرات من اجل وقف الحرب.

سارعت العديد من القوى المتحالفة مع الجيش والإسلاميين ، بالتشكيك في نوايا الاتحاد الافريقي والرئيس موسيفيني ، لا بل وانتقلت الى الاساءات لشخصه ونزاهته، الامر الذي يضع مبادرة مجلس امن الاتحاد الافريقي في مهب الريح كما حصل مع جولات منبر جدة ، وربما تدفع كل الأطراف الفاعلة الى انتظار المزيد من النكبات والانهيار الشامل للدولة ، بانتظار ان يحسم احد الأطراف المتحاربة المعركة ، لتتقدم مبادرات السلام على أساس وقائعها الميدانية ولكن بشروط المنتصر .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات