5/15/2022 10:03:46 AM
قالت حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) ان الاندفاع نحو المفاوضات قبل إكمال جميع الاستعدادات لها هو بداية الهزيمة والاستسلام. ودعت في بيان الي توحيد كل القوى المدنية واشتراك لجان المقاومة وأسر الشهداء في اى إطار يقود المفاوضات، وكشفت في إن بعثة الاتحاد الافريقى تستغل مظلة الآلية الثلاثية للدفع بقوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) واستعجالها، قبل أن تستكمل استعدادتها، لحضور ما سمي باللقاء التحضيرى ثم خوض المفاوضات، وذلك يسهل على العسكريين تحقيق أهدافهم، ويسهل على الآلية الثلاثية إدعاء النجاح في مهمتها.وتابعت (إننا نرى أن أي اندفاع في طريق المفاوضات دون ترتيب البيت الداخلي للحرية والتغيير، ودون جمع صف كل القوى المدنية لخوض المفاوضات ككتلة موحدة، ودون الاستعداد المتقن، سيعرضنا لنفس النتائج السيئة التي حصلنا عليها من قبل)جرب شعبنا وجربت قوانا السياسية من قبل التفاوض مع الأنظمة العسكرية وفشلت في كل مرة في الوصول إلى نتائج إيجابية تلبي أهدافها الأساسية. لم يكن ذلك لعيب في وسيلة المفاوضات ذاتها، وإنما لعيوب في المفاوضين تتمثل في عدم استعدادهم الجيد و/أو ضعف قدرتهم على استخدام المفاوضات لصالحهم. إننا، في حركة(حق)، نرى أن المخاطر والمهددات العظيمة التي تكتنف كل الوسائل الأخرى لحل الأزمة السياسية والدستورية الناجمة عن انقلاب 25 أكتوبر 2021 تجعل المفاوضات هي الوسيلة الأمثل والأقل تكلفة للوصول إلى حلول لتلك الأزمة، إلا أنه يتوجب علينا، أولاً ، التصدي لكل أسباب فشلنا في المفاوضات في السابق ومعالجتها واستنباط الدروس منها قبل الدخول في تجربة تفاوض جديدة. وقالت الحرية والتغيير بحاجة إلى إجراء ونشر مراجعتها النقدية الموضوعية لتجربتها السابقة، وإلى إجراء تعديلات تنظيمية بما يكفل التمثيل الحقيقي لكل القوى المشاركة في التحالف والمشاركة الواسعة والشفافة في اتخاذ القرار. يندرج أيضاً ضمن ترتيبات البيت الداخلي، فض إشكال المصداقية المتعلق بوجود الجبهة الثورية ضمن تحالف قوى مدنية تدعي مناهضة الانقلاب العسكرى والسعي لإسقاطه، ووجودها فى ذات الوقت على قمة هياكل ومؤسسات تلك السلطة الانقلابية التى نسعى لإسقاطها.
إننا نحذر بشدة من قيام المجلس المركزي للحرية والتغيير بخوض، أو حتى إبداء استعداده لخوض، المفاوضات قبل توحيد صف كل القوى المدنية ببناء اطار تنظيمى يضم المجلس المركزى والقوى المدنية الأخرى المناهضة لانقلاب ٢٥ أكتوبر، يكون هو المسؤل عن ادارة اى عملية تفاوضية. إننا نشدد هنا على مشاركة الشباب ولجان المقاومة وأسر الشهداء فى هذا الإطار. إننا نعلم أن هذه مهمة عسيرة، ولكن إنجازها، مهما كانت التنازلات التي نقدمها في سبيلها تمثل شرطاً لا غنى عنه للنجاح في أي عملية تفاوضية.
إن الاستعداد الجيد للمفاوضات يستدعي عدداً من الإجراءات الداخلية التي يجب مناقشتها بوضوح وشفافية داخل المجلس المركزي، غير أنه يجب أن يتضمن أيضاً إعطاء إشارات صارمة للآلية الثلاثية والقوى الانقلابية عن جديتنا وتصميمنا على تحقيق كل أهدافنا. أول تلك الإشارات المهمة هو عدم التنازل، كماً أو كيفاً، عن أي بند من بنود إجراءات تهيئة المناخ، والتي تشمل تنفيذ ما يلي قبل الدخول في أي مفاوضات أو لقاءات تحضيرية:
1. الغاء حالة الطوارىء فورا
2. اطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين
3. ايقاف أي صورة من صور العنف تجاه المحتجين السلميين
4. إلغاء جميع القرارات والأحكام المتعلقة بقرارات لجنة إزالة التمكين.
5. الغاء القرارات والتعيينات التى صدرت بعد انقلاب ٢٥ اكتوبر فيما يلى جهاز الخدمة المدنية والمصارف والمؤسسات العامة
في رأينا أن أجندة التفاوض مع القوى الإنقلابية يجب أن تقتصر على:
1. صياغة وثيقة دستورية جديدة
2. مراجعة وتعديل اتفاقية سلام جوبا
أما تشكيل الحكومة المدنية واختيار رئيس وزرائها ووزرائها فهو شأن يخص القوى المدنية ويجب أن تناقشه لوحدها، تأكيداً لمدنية الدولة، بحيث تستكمل كل القضايا المتصلة بهياكل السلطة لاحقاً تحت اشراف الحكومة المدنية .
ختاماً:
مع احترامنا للآلية الثلاثية، إلا أن تجربتنا مع أحد أطرافها، وهو الاتحاد الأفريقي وممثليه، في السابق والتي أبانت الكثير من العيوب في دوره، تجعلنا نطلب أن يقتصر دورها فقط على تسهيل وتيسير عملية التفاوض، على أنه إذا تم التوصل لاتفاق نهائي فستكون هناك حاجة لوسيط رفيع على مستوى الامم المتحدة ليشكل ضامنا قويا لاى خروقات او انتكاسات يمكن ان تعيق الانتقال الديمقراطى فى بلادنا او تتسبب فى تعثره من جديد,