8/19/2022 2:07:26 PM
كلمة معهد جنيف لحقوق_الإنسان بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني:
في مثل هذا من عام 2003م تم تفجير مقر الأمم المتحدة في العاصمة العراقية بغداد، وقد راح ضحية هذا التفجير اثنان وعشرون شخصا من بينهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد سيرجيو فييرا دي ميلو، هذه الحادثة المؤسفة كانت سببا في أن تتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا في ديسمبر 2008م باتخاذ هذا اليوم يوما عالميا للعمل الإنساني بهدف تخليد ذكرى كل الذين فقدوا أرواحهم أثناء تقديمهم للخدمات الإنسانية، والعرفان لأولئك الذين لا يزالون يقدمون هذه الخدمات في كافة أرجاء العالم، ويهدف هذا اليوم أيضا للإعلاء من قيمة العمل الإنساني بصفة عامة والامتنان للعاملين فيه من نساء ورجال وتقدير جهودهم في تقديم المعونات والإغاثات الإنسانية للذين يحتاجونها، وفي الوقت ذاته تهدف هذه المناسبة للفت الانتباه للاحتياجات الإنسانية في مختلف أنحاء العالم وأهمية التعاون الدولي في تلبيتها.
إن الكوارث التي تتسب في معاناة الناس – سواء كانت طبيعية أو من صنع البشر- تقع كل عام مخلفة وراءها الملايين من الضحايا جلهم من الفقراء والمهمشين والضعفاء ممن يحتاجون حاجة ماسة للعون مما يزيد العبء على العاملين في مجال العمل الإنساني لغوثهم وتقديم الخدمات المنقذة لأرواحهم وإعادة تأهيلهم دون أدنى تمييز على أساس النوع أو الدين أو العرق أو الجنسية أو الفئة الاجتماعية أو أي عامل آخر انطلاقا من المبادئ الأساسية التي يرتكز عليها العمل الإنساني وهي الحياد والنزاهة والاستقلال.
ولأهمية العمل الإنساني وجلاله فإنه يتحتم على جميع الفاعلين احترام العاملين فيه وتسهيل مهاهم ومساعدتهم، آخذين في الاعتبار أنهم هم أيضا يواجهون أخطارا جمة في سبيل هذا العمل وقد فقد عدد غير قليل منهم حياته أثناء قيامه بهذا العمل الإنساني.
موضوع احتفال هذا العام جاء بعنوان #يدواحدةلا_تصفق: رسالة تحثنا على أهمية الوحدة والتضامن والتكافل ونبذ الخلافات لمواجهة المعاناة التي يلاقيها ملايين الأفراد والأسر بسبب النزاعات المسلحة والحروب فضلا عن الكوارث الطبيعية من سيول وأمطار وفيضانات وحرائق للغابات وغيرها، وبطبيعة الحال فإن العمل الإنساني لا يقف فقط عند إغاثة المتضررين من هذه الكوارث بل يمتد لإعادة تأهيلهم وإدماجهم وتأمين العيش الكريم لهم.
إننا في معهد جنيف لحقوق الإنسان إذ نحتفي بهذه المناسبة نلحظ أن أكثر المحتاجين للعون الإنساني هم في هذا الجانب من العالم حيث الحروب والنزاعات والمجاعات والخلافات السياسية الداخلية التي تودي بحياة الآلاف كل عام بل وكل يوم! ونحن إذ نحتفي بهذا اليوم مع شعوب العالم نحيي الابطال الحقيقيين الذين قضى بعضهم نحبه وبعضهم ما زال منتظرا ومواصلا عمله الإنساني دون كلل أو ملل، مؤكدين على أهمية العمل الإنساني وضرورة احترام العاملين فيه وحمايتهم فالعالم لا يزال في حاجة للمزيد منهم، كما نطالب بتكريمهم، فهم يجلبون الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والحماية والأمل للآخرين، ويضم المعهد صوته للداعين إلى محاسبة الجناة الذين يعتدون على العاملين في المنظمات الإنسانية، تحقيقا للعدالة.