2/9/2023 6:24:53 AM
عادل بدر يكتب عن الراحل دكتور / عبدالرحمن الزاكي
وداعا رمز الانسانية و ضمير أطباء السودان وجراحهم البارع
انه يوم صعب على البلاد وعلى أطباء السودان وعلى عارفي فضل هذا الطبيب العالم ، فقد رحل اليوم ، دكتور عبدالرحمن الزاكي ( مستر الزاكي) اخصائي جراحة المخ والاعصاب والعمود الفقري ، و الزاكي لا تكمن عظمة فقده فقط في انه أفضل جراح مخ وأعصاب في السودان وأنه أمل أصحاب الجراحات الدقيقة ، من
يمتلؤون باليقين وجماجمهم ملئية بالدماء ، لانهم تحت مبضع مستر الزاكي ، من يتعلمون المشي من جديد تحت جراحته وتعليماته . فالزاكي فوق كل ذلك هو المثال الحي لمفهوم الطبيب الانسان ، فالرجل وأنا من الشاهدين ، له نموذج فريد في دعم مرضاه ، تخيل ان المستر في بعض مستشفياته التي عمل بها لديه دفتر روشتات بلون محدد ، عندما يكتب الزاكي للمريض في هذه الروشتة ، فهذه اشارة مباشرة للصيدلي بالمستشفى بان الدواء مجانا على حساب الزاكي الشخصي يسدده بنفسه للصيدلية، و المستر لا يدخل عمليات بالمجان فقط ، وبل يدفع احيانا للمستشفيات من جيبه أجرة الغرفة و العلاجات ، وفي برنامج بنك الثواب التلفزيوني للاعلامي عبدالله محمد الحسن ، كان د. الزاكي يتبنى حالاته المعلنة ويرفض ذكر اسمه ، اما عيادته فهي مفتوحة للناس وحرف (F) والذي يرمز لمجانا مكتوب على العديد من كروت المرضى ، وهي تعليمات للاستقبال ولعم الدومة المسؤول من تنظيم الدخول للعيادة ومعلومة للجميع .
الزاكي وعبر مستشفيات عدة عمل بها في السودان ( المستشفى الصيني ، مستشفى تقى ، مستشفى وعد ) كان هو عقل ومصدر فخر لهذه المستشفيات وقد ربطنى العمل به لفترة لاحظت فيها المحبة المطلقة من الجميع للرجل ، إلا من به علة وسواد قلب ، وفي حياته الاجتماعية الزاكي مثال للوفاء والمحبة وقد تشرفنا به في منازلنا وتواصلت صلاتنا به فخبرنا معدنه وأصالته .
أما وطنية الزاكي فهذا مجال أخر ، فالرجل ذو مواقف مشرفة ، بحق البلاد والاطباء ونقاباتهم ، وهب نفسه للناس وهو القائل ( جئت للسودان لأنقذ أحدهم من موت يمكن تجنبه ) وقد أنقذ المئات بالفعل ، التعازي لأطباء السودان وشعبه ، وعزاء خاص لاسرته و لتلميذته النجيبة وابنته د. مودة التاج ولعم الدومة ، ولا حول ولاقوة الا بالله ، نسالكم له الدعاء والجنات العلى مع الصديقين والشهداء .