5/3/2022 5:26:19 AM
لجان المقاومة.. هذه التجربة الواعدة المتقدمة على مستوى التفكير والتخطيط، هي جزء من تطور العقل الثوري السوداني وتراكماته المعرفية، والخبرات التي تشكلت لنصف قرن في مواجهة الديكتاتوريات والنظم الشمولية، وبهذا فهي ملك للشعب، ومن عبقرياته في البناء والتنظيم ورص الصفوف، وكانت بنت وقتها التي لا يقبل تأخرها أو تقدمها، وقد ماسكت الصف الثوري، وحفظت البلاد من الانهيار، وكانت درقته التي صد بها القمع وتصدى بها للبطش والتنكيل والاجرام، وقادت حشود الشعب في ساحات المواجهة وتقدم قادتها وشبابها للصدام بالجسارة والثبات والذكاء الثوري الوقاد، وتقدم نفر عزيز منهم للموت مرفوعي الهامة يبذلون الروح في تروس الفداء، وفي قياد المواكب والهتاف، ليصدق القول العمل، وكذا تبنى الأمم.
• وهي كذلك.. أداة للمستقبل وللبناء المنتظم في كل انحاء البلاد، ولتغيير جذري في هيكل الدولة، وفي إشاعة الديمقراطية وفي إمتلاك الناس للقدرة للحكم في شئون حياتهم وإدارتها، من أصغر وحدة إدارية ممثلة في الحي السكني، انتقالا للمدن، ووصولا للولايات، وحتى تنهض بدورها فإن من شروط ذلك أن؛
- تحصن أجسامها بالديمقراطية في الاختيار وفي القرار، وأن يكون قرارها تعبيرا حقيقيا عن رؤية قواعدها.
- يتحلى اعضاءها بالتجرد من النزعات الحزبية، وميراث طويل يدفعها للهيمنة وفرض تصوراتها.
• والأن يتطلع الجميع لاستكمال الجهد العظيم الذي بادرتم به، في إعداد الميثاق الذي يحوي تصوراتكم للانتقال وإدارته وما يرتبط به من إجراءات، والواجب المتقدم الأن هو تطوير ميثاقي الجزيرة والخرطوم لميثاق موحد، وتلك مهمة عاجلة، يدفع اليها تسارع ايقاع خطى المبادرات للوصول لتسوية، وحالة الفراغ السياسي التي استغلها أعوان النظام البائد لتقويض مكتسبات الثورة، باطلاق السراح والاعادة للخدمة المدنية، وفك الارصدة وإعادة الحياة لمؤسساتهم ومنظماتهم.
• وفي هذا السياق فإن ترتيبات سيدة المدن الثورية "اتبرا" لعقد مؤتمر للجان المقاومة للوصول لميثاق موحد، هي دعوة مهمة في توقيتها ودلالاتها خليقة باتبرا ونضالاتها ودورها المركزي المتقدم في الثورة، وهي لابد أن تجد استجابة عاجلة وسريعة.
• هذه هي البوابة التي ستحسم الجدل وتساهم في الخروج بوحدة سياسية وفكرية وتنظيمية للجان، وهذه خطوة لا غنى عنها لعدة أسباب منها انها؛
- تفتح الباب لحوار حقيقي بين مختلف قوى الثورة الساعية لاسقاط النظام حول مشروع واضح لما بعد الاسقاط.
- تقدم تصورا قابلا للتطوير دستوريا وسياسيا وبرامجيا، كمشروع بديل لمشروع الحل السياسي والتسوية، القائم على شراكة الانقلابيين، أو قبول وجودهم في المعادلة السياسية للانتقال.
• إن واجب القوى الثورية، لا يتوقف عند حدود قيادة الشارع، والصدام والخروج المتواصل في المليونيات والمواكب، انما هناك واجبات ومسئوليات جسام منها امتلاك تصور لما بعد اسقاط النظام، والاسهام بفعالية في تفكيك بنية الدولة التي خلفتها الانقاذ، وذلك لن يتأتى الا بتصور واضح لما هو المطلوب وكيف يتحقق.
• نحنا لسنا من المراقبين في هذا الصراع انما نحن جزء منه، ويقع علينا عبء تحرير الدولة من هيمنة عناصر النظام البائد، ومن أخطر بؤر هذه الهيمنة هي الحكم المحلي، لذلك ونحن في صراعنا ونضالنا، يجب أن نستدرك ما فاتنا خلال اعوام الحكم الانتقالي، ولتكن معركة تحرير جهاز الحكم المحلي، واحدة من معاركنا الفاصلة التي تبدأ من الأحياء، وبرعاية لجان المقاومة على مستوى السودان.
• فلندعو ونعمل على عقد الجمعيات العمومية في الاحياء، وانتخاب قيادات تنتمي للثورة للجان التغيير والخدمات، ولتكن تلك المعركة جزء من عملية التعبئة والنضال لتفكيك النظام البائد، وهزيمة السلطة الانقلابية، وتشكيل قواعد الحكم المحلي بما يفضي لتغيير جوهري في قواعد النظام الولائي، ويحرره من الفلول وأعوان الانقلاب.
• هل هذه ساحة واسعة للمعارك..؟ نعم.. ولكن في تقديري انها يجب أن تخاض كلها بذات العزم، وفي ذات الوقت، ولنعلم جميعا أن تبعات مواجهة وهزيمة وتفكيك دولة خضعت لعقود لسيطرة الحزب الواحد، انما تستلزم جهدا متصلا وفي كل الجبهات، وذلك هو قدر القوى الثورية الذي لا تستطيع منه فكاكا، سنعمل في كل المحاور في لجان الأحياء وفي مواقع العمل ببناء النقابات، وفي الشارع بتنظيم قوانا الثورية، ونتقدم بالمليونيات والمواكب، وفي كل موقع حتى ترتفع اعلام ثورة ديسمبر في أعلى ساريته، ولنستعد جميعا للمواجهات الحاسمة لهزيمة السلطة الانقلابية في كل الجبهات فذلك ما يحفظ بلادنا من التفكك، والنصر حليف شعبنا.