1/31/2024 9:47:39 AM
السودان بعد الحرب لم يعد كما كان عليه منذ عشرات السنين التى ورثنا فيها دولة فاشلة تقوم على مبدأ الاسياد وصممت على ان يكون المركز هو كل شئ بعد أن فرض سيطرته على مفاصل البلد عسكرياُ واقتصادياً وثقافياً ولم يعير الاخرين اي اهتمام وسد أذنيه عن صرخات ونداءات اهل الهامش منذ تمرد توريت الأول ومرورا بكل الحركات المطلبية حتي
اندلعت الحرب الاخيرة في منتصف ابريل من العام الماضي وسقط الناس فى جدل تفسير اسبابها وانا اعبر البهو الممتد امامنا الى حيث يجلس محدثى استدعيت فى تلك اللحظة قاد كثر ولاح لى في الافق البعيد صورة المناضل
على عبداللطيف وهو يتوسط اعضاء جميعة اللواء الابيض وهو يخطب فيهم عن السودانوية وعبدالفضيل الماظ حاضراً تحيط به تفاصيل معركة النهر الاولى والثانية ومندى بت السلطان عجبنا تتقدم جنودها فى ثبات مهيب
والخليفة عبدالله التعايشى ود تورشين يجلس فى السجادة يتدبر ايات الله فى حكم الخائنين
وان الغدر ليس من صفات الرجال النبلاء كان ود تورشين محقاً
وهنا تكمن القصة
قصة اختطاف الدولة والتاريخ والثقافة
مع خاطفيها الذين مازالوا يعتقدون انها ملك لهم وان اجدادهم هم الوطنين نسوا او تناسوا عن عمد ان الوشاية كانت حاضرة فى جمعية اللواء الابيض وايضا قبلها كانت بقرب من سجادة الخليفة التعايشى وبعد ما يقارب 200 عام جاء احفاد التعايشى وعلى عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ ليعود قراءة التاريخ ويجبروا خاطفي الدولة على القراءة مجدداً والتوقيع على دفتر الحقيقة
حقيقة ان السودان ملك للجميع وان المواطنة اساس الحقوق والواجبات وبعدها يمكن ان يقولوا لهم اذهبوا انتم الطلقاء او كما فعل نلسون منديلا والقس توتو تحت اجراس الكنائس والمآذن جاءت اعترافات الحقيقة والمصالحة واعتقد ان قائد الدعم السريع والقوى المدنية وحركات التحرر المنحازه لقضايا الجماهير يمكن يفعلوا ذلك وينجزوا المصالحة من خلال وضع اسس جديدة لحكم بلادهم وكتابة دستور دائم يعيش الناس من خلاله وفق الحقوق والواجبات ولم استعرض الاحداث وانا اجد نفسى وجهاً لوجه امام المعلم والثائر الكبير الجنرال سليمان صندل الذى اتيحت لي الفرصة ان اطرح علية العديد من الاسئلة وبطبع من بينها قصة اندلاع حرب 15 ابريل التى اعتذر عن السؤال بلطف وقال خلينا نركز فى كيف نوقف الحرب ثم قال
فى اعتقادى ان ماحدث في (15) ابريل هو امتداد طبيعى للتطور التاريخى والسياسى فى السودان وهو تعبير عن المظالم التاريخية والاختلال فى ميزان السلطة والثروة وتأكيد على ان ازمات السودان قائمة منذ الاستقلال في العام ١٩٥٦م
اذا ان المشكل السوداني- مشكلة حكم ناتج عن غياب نظام عادل و منصف الي جانب تجاهل اعداد دستور دائم للبلاد.
كما قلت من قبل - وهنا تكمن المشكلة ان المجموعة المتحكمة فى السلطة وهنا أعنى حزب المؤتمر الوطنى الذى عمل ومازال يعمل للانقضاض على ثورة ديسمبر المجيدة التي كانت فرصة يمكن من خلالها معالجة بعض مشكلات السودان القديمة ولكن الفئة المتحكمة في السلطة هدفهم الاستمرار في الحكم ولايأبهون بمطالب السودانيين فى العدالة والمساواة والحقوق والواجبات لذا اندلعت الحرب وهذا تفسيرنا للحرب الدائرة الان
بين قوات الدعم السريع وهى قوات تم تاسيسها من قبل المؤتمر الوطنى وهم دائماً يستخدمون سياسة فرق تسد للاستمرار فى السلطة.
كما فعلوا فى جنوب السودان باستغلال القبائل العربية في الحرب وهم في ذات الوقت ضحايا فى دارفور وماحدث امتداد للثورات التى قامت فى اقاليم السودان شرقاً وغرباً وجنوباً
تعبيراً عن طموحات وامال الشعب السودانى فى الحرية والعدالة رغم انهم اي هذه الفئة المتسلطة لاتؤمن بالحرية وانما بالحلول العسكرية لكن الشعب فى نهاية المطاف سينتصر.
صحيح بعدما إندلعت الحرب عقدنا مؤتمر استثنائي طالبنا فيه بالاستمرار بالرؤية السياسية للحركة وطرحنا من جديد مسألة تاسيس الجمهورية الثانية وتحدث عن ان الجمهورية الاولى هى جمهورية فاشلة ولابد من وجود جمهورية ثانية
الاولى نشأت بعد استقلال السودان وهى فاشلة وسمات فشلها اولا ظللنا فى حروب مستمرة لاكثر من سبعين سنه وانفصل الجنوب وتم ارتكاب جرائم ابادة جماعية واستشرى التخلف الاقتصادى وغياب الرؤية الواضحة في معالجة الازمات والفشل فى ادراة التنوع الثقافى والعرقي وانتشار خطاب الكراهية والعنصرية وعدم الاعتراف بالآخر يجب يجب ان تكون هناك مواطنة متساوية وهي اساس الحقوق والواجبات وهذه الجمهورية الفاشلة انتهت بحرب 15 ابريل و لابد من تاسيس جمهورية جديدة بمشاركة القوى المدنية وحركات الكفاح المسلح وكل الذين انحازوا لمطالب الجماهير