5/7/2024 12:25:06 PM
صرح نائب منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في السودان (طوبي هارورد ) أن الوضع في الفاشر كارثي وأن مناطق كثيرة في إقليم دارفور علي حافة المجاعة.
كما صرح برنامج الأغذية العالمي بأنه إذا لم تصل مساعدات إنسانية قريبا فقد نشهد مجاعة وحالات وفاة علي نطاق واسع في إقليم دارفور.
وذكر المدير الإقليمي ( للفاو ) أن الوضع يهدد بإنتقال السودان إلي المرحلة الأخيرة من المؤشر العالمي للمجاعة.
وفي إحاطة المبعوث الخاص للولايات المتحدة في السودان (توم بيريلو) أمام الكونغرس ذكر أن الحكومة السودانية تعيق وصول المساعدات الإنسانية لدارفور.
ومناشدات الأمين العام للأمم المتحدة السيد/ غوتيرش بضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لإقليم دارفور .
وما جاء في تقرير لوكالة رويترز أن التراب أصبح طعاما للمضطرين من سكان مخيمات النازحين في دارفور ، حيث قالت الباحثة آنيت هوفمان تسببت الحرب فى أكبر أزمة جوع في العالم.
عضد هذا التقرير ما جاء في بيان للناطق الرسمي بإسم المنسقية العامة للنازحين أن مقاومة النازحين بالمعسكرات تنتقل لمرحلة الإنهيار النهائي وهو الموت الجماعي.
علي الرغم من هذة الصورة القاتمة وشبح الموت الذي يخيم علي إنسان دارفور طالعنا قبل أيام بيان من رابطة محامو دارفور جاء فيه أن حكومة إقليم دارفور قد باعت حمولة (٢٨) شاحنة من المواد الإغاثية المخصصة لإقليم دارفور بمنطقة الدبة بالولاية الشمالية.
كان الأمر بمثابة الصدمة ولكنا آثرنا التحري حول مدي صحة الخبر رغم أن رابطة محامو دارفور هي منظمة قانونية نفترض فيها المصداقية والدقة وأنها لن تقوم بإخراج هذا البيان دون أن يكون بحوزتها الأدلة والمستندات المطلوبة.
حتي أتي التأكيد من مفوضية العون الإنساني الاتحادية في تعميم صحفي تقر فيه أن الشاحنات الموجودة (بالدبة) بالفعل هي جزء من حصة الدقيق المخصصة لإقليم دارفور البالغة (٤٠ ألف)جوال وأنهم قاموا بعد الإتفاق مع لجنة طوارئ دارفور قرروا إعادة تخصيص هذه الكميات لولايات الخرطوم والشمالية ونهر النيل خوفا من تلفها لإستحالة الترحيل إلي دارفور بسبب سوء الأحوال الأمنية وسوء أوضاع التخزين ... علي أن يتم تعويض حصة الإقليم في وقت لاحق.
ونود أن نشير هنا إلي تقريرنا السابق حول الفساد الذي صاحب توزيع المساعدات الإنسانية، وأن هذا التقرير يعتبر بمثابة ملحق للتقرير الأول لأن عملية الفساد هي عملية ممنهجة ومتواصلة ومقصودة.
وقد أشار بيان رابطة محامو دارفور إلي ما جاء في تقريرنا السابق ذكره أن بعض الإغاثة التي وصلت لولاية شمال دارفور والتي تخص كامل الإقليم لم يتم توزيعها لكل ولايات الإقليم رغم وصول وفود من الولايات المعنية لإستلام حصصهم وأن كميات كبيرة قد تم بيعها في سوق الفاشر ، وأنه تم تسريب كميات ضخمة في أسواق مدن الأبيض وكوستي ومدني.
وفي منحي معضد لما أكدناه من منهجية الفساد ما جاء في إحدي المنصات الإخبارية أن المعونات الإغاثية الإماراتية والسعودية التي حرم منها مواطن الخرطوم علي إعتبار أنها منطقة دعم سريع حاليا تباع تلك المساعدات في أسواق الخرطوم تحت سمع وبصر عسكر حكومة الأمر الواقع وبأثمان باهظة.
إن رفض حكومة السودانية مبدأ الإتفاق حول إنسياب المساعدات الإنسانية عبر الحدود التشادية لإنسان إقليم دارفور الذي وافقت عليه قوات الدعم السريع وإلتزمت بتأمين قوافل المساعدات ، إلا أن بعض المنظمات الأممية قد إستطاعت إيصال بعض المساعدات لولايات غرب ووسط وجنوب دارفور رغم قلتها وعدم كفايتها وأن الفجوة الغذائية لا تزال كبيرة جدا بينها والمطلوب حقيقة ، الأمر الذي لم يرق لحكومة بورتسودان.
وسط كل هذا الجو المشحون بالتوتر من إندلاع معارك في مدينة الفاشر وضواحيها مما سيفاقم الوضع ويصبح معه وصول المساعدات الإنسانية ضربا من المستحيل مما سيؤدي حتما إلي الإنهيار الكامل لوضع الأمن الغذائي في كامل الإقليم، رغم ذلك فإن الحادث المأساوي المؤسف الذي وقع نهار الخميس الثاني من مايو لبعثة الصليب الأحمر علي يد مسلحين بمنطقة (ليبا) شرق جبل مرة والذي راح ضحيته إثنين من سائقيها وجرح ثلاثة آخرون ، حيث كان الفريق في طريق عودته من ليبا لتقييم الوضع الإنساني للمجتمعات المتضررة من العنف في المنطقة.
وقد أشارت التقارير أن ما يفوق ال ٦٠ موظفا ببعثات الأمم المتحدة قد قتلوا أثناء أداء وأجبهم الإنساني ،
إن هذا الحادث يجب ألا يقرأ بمعزل عن قضية رفض وتعنت الحكومة إيصال المساعدات الإنسانية لإقليم دارفور وخاصة المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع، حيث أن هذه الحوادث تجعل من المنظمات الأممية تعيد التفكير كثيرا قبل إرسال موظفيها إلي المناطق غير الآمنة وتعريضهم لخطر الموت.
نخلص إلي أن المكسب المادي من عمليات الفساد في المساعدات الإنسانية ليس هو السبب الوحيد وإنما فرض حصار وطوق حول وصولها يقود إلي المجاعة في تلك المناطق التي تعتبرها الحكومة مناطق الحواضن الإجتماعية للدعم السريع.
نحن في مبادرة دارفور للعدالة والسلام نضم صوتنا لرابطة محامي دارفور بشجب وإدانة التلاعب والفساد في المساعدات الإنسانية وندعو المنظمات الدولية والدول المانحة إلي إجراء تحقيق دولي حول حادثة منطقة ليبا وإلي إجراء تحقيق في هذا التلاعب والفساد وفي كيفية توصيل وتوزيع هذه المساعدات وضغط طرفي الصراع لعدم إستخدام الغذاء والدواء التجويع كسلاح ضد المجتمعات.
كما نناشد المجتمع الدولي الضغط علي طرفي النزاع بالعودة الفورية لمسار التفاوض وصولا لإتفاق يعيد مسار الإنتقال الديمقراطي في البلاد.
مبادرة دارفور للعدالة والسلام
الثلاثاء ٧مايو ٢٠٢٤م